أرض الطنيب / موسى العدوان

أرض الطنيب

بمناسبة الضجة المثارة حول قصة أرض الطنيب هذه الأيام، فقد أثارت الحكاية ذكريات قديمة في نفسي، وأن كانت بعيدة عما يثار من نقاش.

في أوائل الثمانينات الماضية كنت قائدا للقوات الخاصة. واعتدنا أن نجري عمليات قفز المظليين في منطقة سهول الطنيب.

في صباح يوم باكر من أيام شهر تموز عام ١٩٨٢، كان البرنامج يتضمن إجراء عملية قفز تدريبية، لجنود أحداث من لواء الحرس الملكي.
فرغبت أن اشجع الجنود على القفز وأقفز بالمظلة أمامهم.

عندما حلقت طائرة ال C130 فوق قرية الطنيب، كنت أقف على باب الطائرة مستعدا للقفز، فأخطأ المقفز وأعطاني شارة القفز قبل الوصول إلى منطقة الإنزال المقررة.

عندما فتحت مظلتي بعد أن ابتعدت عني الطائرة، نظرت خلفي فلم أجد أحدا من القافزين يتبعني. ونظرت إلى الأسفل فوجدت أنني سأهبط على منازل قرية الطنيب نفسها، بما فيها من أعمدة وأسلاك كهربائية وعوائق أخرى.

كانت الريح ساكنة ولا حتى نسمة هواء خفيفة في ذلك الصباح. وعند حاولت سحب حبال المظلة لعلها تواجه نسمة بسيطة من الهواء لكي تبعدني في الهبوط عن المنازل، إلا أنني فشلت في محاولتي، بل كان طرف المظلة يطوى فتزداد سرعتي في الهبوط.

حاولت جهدي بتحريك ساقي لأدفع نفسي نحو الشرق بعيدا عن المنازل، إلا أن النتيجة كانت: كالمستجير من الرمضاء بالنار، فسقطت على كومة كبيرة من الحجارة. كان السقوط مؤلما حيث أن الحجارة هي التي تلقفت ظهري وسببت لي بعض الرضوض.

نهضت سريعا أمام ضباطي وجنودي، وكأنني قد هبطت على مخدة من الريش، ولكنني استمريت أعاني بعدها من تلك الرضوض وأواجه صعوبة في الجلوس لمدة تزيد على ثلاثة أشهر .

جاء تفسير ذلك الحادث بعد ٣٧ عاما ،في ظهور الديسك في عمودي الفقري، الذي تلقى السقوط على حجارة الطنيب، ليذكرني بالحادثة كلما ذكر هذا الإسم في أي حديث، فيحثني على تقديم الشكر لله تعالى فيما قدر وفعل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى