أردن الأمن والأمان / عواد الزيود

أردن الأمن والأمان

أين منزلي ؟؟ أمي أبي أين أنتم ؟؟ أخي ؟؟ هل أعيش بمفردي بين هذه الأسقف المهشمة ؟؟ أين أعمامي ؟؟ أين أقاربي ؟؟ هل أنا مقطووع من شجرة ؟؟

مهلآآ .. !!

أرى الان رجال قادموون من نهاية الطريق ..
الآآن التقطت أنفاسي .. أنا الآآن في قمة سعاادتي

مقالات ذات صلة

بني الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل فالوقت متأخر جدا .. انتظر للصباح ومن ثم اذهب … هذا اخر ما سمعته من أمي .. ولكن أمي ماذا تقولين !! نحن في بلد آمن وقد اتفقت مع أصحابي أن نخرج في منتصف الليل الى العقبة .. اطمئني يا امي فنحن بأمان

توقفنا عند مقهى في عمان وطلبنا قهوة العميد .. أخذناها وأكملنا طريقنا الى مرادنا .. وصلنا عند السادسة بعد الفجر .. استأجرنا سكنآ قريب من الشاطئ .. بعد أن رتبنا أمتعتنا .. ذهبنا الى مطعم هاشم لتناول الافطار

الجو هادئ والبحر في قمة الروعة .. بعد أن أكملت فطوري اتصلت ب أمي لأطمئن عليها .. ولكنها لا تجيب .. اعتقدت أنها منشغلة كعادتها ب أعمال البيت التي لا تنتهي أبدا …

كررت اتصالي مرارا وتكرارا لكن ما من أحد يجيب … بدأ قلبي ينبض نبضات خووف

هل أمي بخير ؟؟ هل حصل ل أي من أهلي اي مكروه ؟ ؟ تأخر الوقت ولم تعاود أمي الاتصال بي .. اتصلت بها مرارا وتكرارا ولم تجيب .. أخبرت أصدقائي بأني خائف ثم طلبت من صاحبي علي بأن يتصل بأهله ولكنه أخبرني بأنهم لا يجيبوا على اتصالاته ايضا … ذهبنا الى السيارة مسرعين .. تركنا جميع أمتعتنا خلفنا .. كما أني لم ألاحظ ب أن قدمي عاريتين الا بمنتصف الطريق .. بعد ساعات وصلنا الى الهاشمية بلدتي .. ولكن لماذا جميع البيوت مهدّمة ؟؟ اتجهت الى منزلي ولكن أين هو !! هل فقدت عقلي ؟؟ ….. نعم في هذا الشارع منزلي .. وتحديدا في هذه المنطقة .. ولكني لا أرى سوى الركام ..

توجهت الى الرجال مسرعا .. ولكنهم قد أشهروا السلاح في وجهي .. قال أحدهم : هل تشهد ب ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله أم نقتلك ؟؟ قلت : ولكني مسلم ف أنا أشهد ب أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله منذ أن انفتحت عيوني على هذه الحياة .. قال: كيف لك أن تكون مسلما وأنت تلبس البنطال وتحلق لحيتك ولا تجاهد في سبيل الله ؟؟ قلت وهل تسمون هذا جهادا !!

تساءلت كيف وصل هؤلاء الى هنا ؟ كيف لهم أن دخلوا من حدود دولتنا دون أن يوقفهم أحد ؟؟ أين جيشـــنــا ؟!!!!

مهلاا سيدي المخرج … انا الان بين أحضان أمي .. أتناول معها مكسرات الشعب .. فما زال أردننا بأمان وما زلنا ننعم بهذه النعمة .. تحت حماية الله وحماية جيشنا جيش الأردن وجيش كل العرب .. الذي طالما عرفناه وعرفه كل العرب ب أنه مصنعا للرجال .. أعتذر منك سيدي المخرج ف هذه الدراما لا تجدها في بلدي .. اذهب الى بلد اخر تجدهاا واقعاا ..

#عواد_الزيود

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى