الفقراء لا يدخلون الجنة / يونس الطيطي

الفقراء لا يدخلون الجنة
جاء الصيف وارتفعت درجات الحرارة ورفعت معها كل شيء ابتداءً من اسعار المحروقات وليس انتهاءً برفع ملابس النساء عن اجسادهن والاكتفاء بما تيسر من قصير القماش متذرعات بسخونة الاجواء.
وانهالت العروض على المواطنين لقضاء اجازة الصيف من شركات السياحة واصبح قضاء بضعة ايام في دول الجوار اقل كلفة منه في ربوع الوطن.
ابو محمود الذي لم يَعتد التصييف خارج حاكورة منزله تحت عريشة الدوالي قرر بعد إلحاح ام محمود ان ينشط روحه ويلمع بصره وبصيرته ويصيّف مثل بقية خلق الله واستعرض كل الخيارات المطروحة داخل الوطن وخارجه وبعد عملية حسابية لم يجد ما يقع ضمن امكاناته المتواضعة وحتى لا تبقى ام محمود «مبوزة» في وجهه كان عليه ان يجبر خاطرها ويشعرها بتماشيه مع رغباتها حسب استطاعته، فاصطحبها في سهرة الى احدى المطاعم السياحية في عمان الغربية لقضاء ليلة مشهودة يتحدث عنها بقية السنة.
ابو محمود كانت طعنة تلقيه الفاتورة اشد من الوخزات الكثيرة التي تلقاها من ام محمود كلما نظر الى الصبايا الجميلات بملابسهن الخفيفة يملأن المكان وكأنهن على البحر في مدينة عزت فيها المياه.
ابو محمود علق على ان جنة الصيف لن يدخلها فقراء الوطن لا داخله ولا خارجه وعليهم الاكتفاء بما تجود عليهم الطبيعة من نسمات تتعذر كثيراً في هذا الصيف اللاهب.
يونس الطيطي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى