حتى الحرامي مش حرامي
أقول لكم قصه حصلت في دوله بعيده عن محيطنا ان مجموعه من الشباب ضاق بهم الحال رغم رجاحة العقل في الحصول على دخل يأمن لهم سبل العيش الكريم
فقررو على حين غفله من الوعي ان يسرقو البنك ومش اي بنك ” البنك المركزي لدوله ” متحججين بأنهم يردون ان يسرقو “مال الدوله ” لا سرقه مال الشعب ولانهم شعرو ان الدوله منفصلة عن الشعب ولم تعد مقدراتها واموالها تذهب الى الشعب وبالعامية مدام لكبار بسرقو احنا كمان حقنا نسرق “وَيَا عزيزي كلنا لصوص ”
فخططو للهجوم على البنك في وضح النهار وامام الناس وعلى عينك يا تاجر .
فدخلو البنك واشهرو السلاح وطلبو من الجميع رفع الايادي .
وقال لهم زعيمهم ” الفهمان ” اسمعو لن نأذي احد نحن نريد المال وهذا “مال الدوله ” ونحن مشكلتنا مع الدوله لا مشكله معكم فلا يتعرض لنا احد ولن نتعرض لأحد .
فقام الشباب بسرقه كل قرش في الادراج و الخزن و الغرف لم يبقو شئً.
وكان رئيس البنك ينظر اليهم من غرفه المراقبه ويبتسم وخرج الشباب محملين دون مقاومه محملين بالحقائب التي فيها حلم الحياه المنشودة .
ووصل الشباب الى مقر اجتماعهم يحلمون بالمبلغ و الأحلام المتواترة وطلبو من الزعيم عد المبلغ الذي حصلو عليه .
فقال لهم ولما لاداعي للعد كل المطلوب هو ان تفتحو التلفاز وسنعرف المبلغ في اول خبر في نشره الاخبار .
على الهامش كان رائيس البنك يسأل امناء الصناديق عن المبالغ المسروقة فقال امين الصندوق لما لا أزيد المبلغ المسروق يغطي النقص الذي وجته عندي .
اما امين الخزانه فزاد المبلغ ليضع المبلغ الذي اختلسه مع المسروقات وأما المدير فرفع الى وزير الماليه المبلغ بعد زياده ما لم يحصل عليه اللصوص وكان المبلغ في خزينه مكتبه
ليرفع وزير الماليه المبلغ مضاف عليه ما تم اختلاسه خلال العام الى دوله رائيس الوزراء
ليخرج رائيس الوزراء على التلفاز ليعلن ان البنك المركزي سرق منه مبلغ ١٠٠ مليون دولار وكان قد أضاف على المبلغ ليسد عجز الموازنه.
ليندهش وزير الماليه فالمبلغ اكبر من تقريره لينصدم رائيس البنك فالمبلغ فلكي لم يكن موجودا أصلاً .
في ذات الحظه نظر اللصوص الى بعضهم ونظرو الى الحقائب التي بدت تحوي اكبر من حجمها ليعدو المبلغ فيجدوه مليونين فقط وليعلمو ان السرقه فن وان الحرامي في الحقيقه مش حرامي وهذا في واقع بعيد عنا لاعلاقه لنا به وأي تشابه بين هذه القصه وواقعنا فهو مقصود للأسف .
