أحجار شطرنج الرقعة الصهيونية !

#أحجار #شطرنج #الرقعة_الصهيونية !

المهندس: عبد الكريم #أبوزنيمة
بعد عجز وإفشال المؤسسات العربية والإسلامية عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه القضايا التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية فإنه آن الاوان لحلها بعد أن أصبحت ملاذات آمنة لاختباء القادة والمسؤولين عن تحمل مسؤولياتهم وإخفاء حقيقة ادوارهم الوظيفية في خدمة المشروع الصهيوني التي كانت في زمن ما ضبابية لكنها اليوم أصبحت واضحةً وضوح الشمس ، عدا أنها اصبحت تشكل أعباءً مالية تثقل كواهل الشعوب الجائعة ، تشكلت هذه المؤسسات في زمن القادة العظماء رحمهم الله جميعاً لكن الخلف أضاعوا ما بناه السلف ، حيث كان الهدف منها تأطير وتعميق التعاون العربي والإسلامي في كافة المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والامنية، إلا أن هذه المؤسسات قد أصبحت اليوم للأسف أدوات بيد الكيان الصهيوني ورعاته ، والكل منا يتذكر دور جامعة الدول العربية في شرعنة الاحتلال الامريكي للعراق ، ثم قراراها باستجلاب حلف الناتو لتدمير ليبيا ، وتآمرها على سوريا ، ناهيك عن ادوارها السلبية وموقفها من القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني خلال الثلاثة عقود الماضية، فأي مؤسسة عربية وإسلامية هذه التي تساوي بين الضحية والجلاد وبين الحق والباطل !

بالأمس اجتمع (57) حاكم ومسؤول عربي وإسلامي في الرياض ، جميعهم طالبوا بوقف العدوان على الشعب العربي المسلم في فلسطين أمام الميكروفونات ، كلماتهم تراوحت بين الهزيلة والركيكة والقوية والثورية لكنها بمجملها فارغة المضامين الإجرائية، غالبية كلمات الحكام والمسؤولين العرب خلت من الإشارة الى إسرائيل كدولة معتدية مغتصبة للأرض وكمجرمة حرب وقاتلة للأطفال والنساء والشيوخ ، لم يتطرق أي منهم للدور الإجرامي والارهابي للولايات المتحدة الأمريكية قائدة هذه الحرب والمُشاركة فيها عسكريا ولوجستيًا وتنفيذياً ، الغريب والمضحك أننا نطالب غيرنا بالعمل على إيقاف الحرب بالرغم من امتلاكنا معظم الادوات الاجرائية لوقفها فوراً وردع إسرائيل ومن يقف خلفها من دول الغرب الاستعماري ! لكن أيًا منهم لم يُشر ولم يهدد حتى باستخدام أي منها ، فإحدى أهم هذه الأدوات وأخطرها سلاح الطاقة الذي لا تستغني عنه هذه الدول المشاركة في الحرب على غزه والتي هي بأمس الحاجة اليه في هذا التوقيت بالتحديد، بالإضافة لسلاح إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات وطرد السفراء ووقف التنسيق الأمني مع هذا الكيان الصهيوني ورعاته ، وإغلاق القواعد العسكرية الغربية على الأراضي العربية ، وإغلاق الاجواء أمام الطيران الغربي العسكري وكذلك الممرات المائية امام الشحنات العسكرية ، هناك الكثير من الإجراءات التي كان من المفترض القيام بها وخاصة في ظل المواقف الشعبية المؤيدة والداعمة للأشقاء في فلسطين ، لكن اتضح وبما لا يدع اي مجال للشك بأن أعوان وعملاء الكيان الصهيوني في عالمنا العربي والاسلامي اكثر مما كنا نتصور ! أي غثاء سيل هذا ! 57 حاكم ومسؤول أعجز من ان يقدموا زجاجة ماء لغزة ! 57 يطالبون بفتح معبر عربي – عربي ! أي ذلٍ هذا!!

بعد صدور قرارات اجتماع المؤتمر العربي الإسلامي يوم السبت 11/11/2023 التي لا تستحق القراءة حتى، بات من الخطأ القول بأن هناك مخططاً صهيونيًا مستقبليًا لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل ! حيث أنه قائم أصلاً وفي الامتار الاخيرة لتحقيقه ، فالحاكم الذي شاهد ويشاهد الفظائع والمجازر الوحشية ودماء واشلاء الضحايا في غزه ولا يتخذ إجراءات تنفيذية تردع وتربك العدو الصهيوني عليه التنحي عن الحكم إن كان عاجزاً وضعيفاً ! وإلا فإنه حجر شطرنج في الرقعة الصهيونية الممتدة ما بين نهري الفرات والنيل !

مقالات ذات صلة

وأخيراً على الشعوب العربية التيقن والادراك بأن مقاومة وتحرير الأرض المقدسة في فلسطين لا بد أن تسير بالتوازي بين مقاومة الكيان الصهيوني وبين التحرر الوطني من كل الأنظمة العربية الداعمة له .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى