أحتاجك الآن / سلوى عبدالله

أحتاجك الآن
وحيدةٌ أنا…يلفني صمت المكان ، يتزاحمني صخبٌ وفوضى أفكار ، يجتاحني سقمان: أحدهما بادٍ والثاني دخيل ، هكذا أنا منذ طفولتي، أنكسر إذا انكسرت روحي…
مريضة أنا! تجاوزت حرارتي الأربعين.. سأذهب للمشفى بعد حين… غارقة في يأسي وهذياني،أفتقدك في كل وقت ولكن أحتاجك الآن……..
أحتاجك الآن،أحتاجك بشدة …بعمق حبي لك ، بشدة شوقي إليك ، بضعفي فيك ، وقوتي معك ، بعدد الأمتار التي تفصلني عنك ، بقرب أنفاسي منك…

أحبك جداً ….أتنفسك شهيقاً عذباً يملؤ داخلي لكنه يرتد حاراً حارقاً أظنه يوماً قاتلي كمداً…..
أحبك يا جرحي المكابر ….ويا لذة الفؤآد،ويا منية النفس وطبها ، ويا بلسم الروح و شفاؤها…
أبقَ جانبي ، مدَ يدك إلى صدري واقرأ ما تيسر من الذكر… ثم ما تيسر من عذب روحك ….
دلني يا ذا الحكمة…. كيف أنسحبُ منك وأرتد إلى ذاتي ،كيف أخرج من بين جفنيك وأراني …وأراك من عيني ؟!
كيف أفصل نبضي عن خفقات قلبك !

وكيف يا ملهمي ، إذ أمسكت القلم لا أر ى حروفك فوق دفاتري تخطها أناملي!

قلي باللهِ عليك… يا أنت ،يا أنا ،كيف توحدتُ فيك! وكيف تتبختر في عروقي على مهلٍ !
سر الحياة فيك وسر الممات ، وما بينهما ، جسدٌ يحيا على أمل الموت فيك وعلى أمل الانتشاء بين ساعديك.

تنويه: كُتبت هذه الرسالة في ظرف المرض ،وهذيان الحمى،وهي رسالة إلى حبيب غائب ،خطفته غوادر الأيام إلى تيهٍ بعيد ……

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى