أبو الفقر وأيامه

أبو الفقر وأيامه
يوسف غيشان

مرة أخرى، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، هناك طريقة عربية معروفة تاريخيا لمكافحة الفقر واجتثاثه من لغاليغه.
يقول المثل الشعبي الأردني (فرحة الفقير لمّا ايضع حماره، ويلقاه) وتقول الحكاية بأن رجلا شكا إلى الوالي سوء حاله ويعيش مع أطفاله الستة وزوجتيه وأمه في غرفة واحدة، يحيطها حوش صغير تعيش فيه الدجاجات والعنز والبقرة. مطالبا بأن يوهب قطعة أرض صغيرة حتى يتوسع ويبني غرفة ثانية على الأقل.
قال الوالي للرجل:
– سوف أحل مشكلتك من جذورها، فقط نفذ ما أقوله لك!!
– أنا بأمرك يا سيدي الوالي !!
– اذهب ألان إلى البيت ودع الدجاجات تعيش وتنام معكم في ذات الغرفة!!
– ولكن…!!
– نفذ فورا … وعد إلي في الأسبوع القادم !!
نفذ الرجل ما قاله الوالي، وعاد في الأسبوع التالي، فأمره الوالي بإدخال العنز أيضا لتعيش في ذات الغرفة، وعاد في الأسبوع التالي ليأمره أيضا بإدخال البقرة. ولكم أن تتخيلوا سوء حال الرجل وعائلته بينما البقرة تدوسهم والدجاج يزرق عليهم، والعنز تنطحهم طوال الليل.
في الأسبوع التالي ذهب الرجل للوالي الذي ابتسم له وقال:
– الآن أعد الدجاجات إلى الحوش وراجعني في الأسبوع القادم.
في الأسبوع التالي قال الرجل للوالي أن الوضع ما يزال سيئا لكنة أفضل من الأسبوع الذي مضى، فطلب منه الوالي إخراج العنز أيضا إلى الحوش، وعاد في الأسبوع التالي ليقول بأن الوضع أفضل، لكن البقرة تضايقهم. فطلب منه الوالي إخراج البقرة إلى الحوش ثم مراجعته.
في الأسبوع التالي عاد الرجل فرحا وسعيدا وقال:
– الآن الوضع صار ممتازا يا سيدي، فالغرفة صارت واسعة علينا أنا وأطفالي وزوجاتي وأمي ونحن مرتاحون بفضل حكمتك وكرمك.
عن جد….يلعن أبو الفقر وأيامه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى