أبلغوه …
منصور ضيف الله
أبلغوا منصور ما حدث … فأنا أحترمه .
وأعرف تفاصيل الحكاية . السنون العجاف في دراسة الهندسة . أيام اقتطاع لقمة الخبز . الغربة الخانقة . ثم الحلم عندما يموت على أعتاب السياسة .
صدقيني سمعت كل شيء بكل حذافيره . وطارت بي الذاكرة الى ابن خلدون . ونهمك في مقدمته . غرقك في بعض المفكرين . وسهرك الطويل للخروج من عنق الزجاجة .
صدمتك عمان . للورود أشواك غليظة تدمي القلب قبل اليد . والنزيف متعب إذ يتلبد الأفق . وتضيق الدروب . وتخون اللغة. وترحلين ….
تذكر كتب التاريخ : وقف طارق بن زياد بعباءة ممزقة . وثوب مهترىء . ولحية شعثاء . ألقى عمامته بغضب . استل سيفه . ثم اتكأ على صخرة صغيرة ما زالت تنضح بالكرامة. وخطب في جيشه الصغير : البحر من ورائكم . والعدو من أمامكم وليس لكم والله سوى الصبر والثبات .
لم يعد من ملجأ أمام الجميع . فقد التهمت النيران السفن . كان غيابا بألق الحضور . ومضى مع رجاله في مجهول بعيد …
كان خياره . والحياة خيار . وخيرها ما بدا صعبا .
أخبروها .