.طقوس كائن شتوي

[review]أعترف بأني كائن شتوي بامتياز، مجبول بالغيم والطين والدفء، أخلع جلدي البشري الخشن، وأتصرف في هذا الفصل بعفوية وغريزية كما تتصرف السناجب، والديدان، والخلدات، وكائنات الغابة..طوال شهور الشتاء أطلّ برأسي المدبّب من حلزونة الدفء ثم اختبىء..أراقب الشجر العاري من نافذتي، وطلاّب المدارس الهاربين من الفرصة، أقرأ البخار الصاعد من رغيف محمّص، وأتابع سلوك معلّمة مبتدئة بين يديها أوراق امتحان مفاجئ، أتابع تفكك الغيم والتحامه فوقي بمئات الأمتار دون كلل أو ملل..وفي ساعات المساء أمارس سوستي الطفولية..حيث أتقمّص دور المعذّب في البحث عن العوّامة .. لا أدع دكاناً، أو خشة ، او بائعاً متجولاً، أو محلاً منبوذاً في الحي الاّ وأساله في عندك عوّامة ؟؟..فيرد عليّ جميعهم بهزّة رأس لا تخلو من تتفيه الطلب ..أنا أختار الزواريب المهملة عن قصد لأني أعرف الجواب مسبقاً، بصراحة أريد أن أشعر بعناء البحث، لأتذوق حلاوة اللقيمة التي سآكلها في نهاية المطاف.قبل أربعة شهور اشتريت فروة من فان أبيض كان يبيع الفراء على مثلث بشرى- الرمثا ب18 ديناراً..واقتنيت بعدها دامر/ إبطيّه من الصوف الصناعي ب7 دنانير من بكم كان يبيع ذلك على مدخل المجمع الجنوبي في اربد..ثم احتطت على طقم قطني لون بيج مكوّن من قطعتين ما زلت أعتقد انه لُقطَه مع أنه مفرور من جهة الإبط من قبل أن أقيسه..نسيت أن أخبركم أنّي عمدت أيضاَ على تخزين 2 كيلو ترمس في احدى فواتي المطبخ دون علم أحد، لغايات السلق في ليالي الرياح العاتية والأمطار الشديدة التي أجدها في ذاكرتي ومخيلتي وزوايا طموحي… المصيبة ان الشتاء خذلني هذا العام ..وأتى مسالماً هادئاً ناعماً مملاً مثل ولد مدلّل..تقول الأرصاد الجوية أن كتلة هوائية باردة مصحوبة بعواصف رعدية ستعبر يوم غد..يا رب تصدق الأرصاد هذه المرة : لا لتمتلىء السدود، وترتوي المزروعات وحسب، بل لأعوّض خسارتي وأقتص من البرد.. ثمن الفروة و الإبطية و الطقم اللُقطة المفرور ..ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى