“” ما أضيق العيش … لولا فسحة الأمل “” / أحمد المثاني

جاءني يتأفّف و يشكو .. سألته ما بك ، و كأنّك تحمل أثقال هذه الدنيا على ظهرك ?! أجابني : الدنيا أصبحت هذه الأيام أضيق من أحداق القطط ! و أضيق من بناطيل بنات هذه الايام ..! كل شيء تغيّر .. الناس غير الناس و الشارع غير الشارع و الجار غير الجار راقب الناس متجهّمون في الصباح .. مُغضبون في الظهيرة .. مُتعبون في المساء .. فارقتهم الابتسامة و التحيّة بينهم ، ضاعت منهم قيم التسامح و الاحترام ، فتزاحموا في الطرقات و تبادلوا أقذع الشتائم ، و وَيل لمن حدّق في الآخر .. أو نظر إليه ليُفسح الطريق . فأصبح الشارع ميداناً للشباب الطائش و نهباً للزعران. و حلّت لغة العنف و المشاجرة بدلا عن التسامح و التناصح .. أمّا عن الجيرة ، فقد أصبح الجار يفرّ من جاره ، و أغلق دونه الأبواب .. فبعد أن كان الجيران يتشاركون المأكل و المشرب ، و بعد أن كانت البيوت تتكيء من قربها على بعضها ، أصبحت البيوت جزرا منقطعة ، على رؤوس الروابي ، و الكل يُعلي سوره و يغلق الأبواب .. نعم تعالت و كبرت بيوتنا و اتسعت مدننا . . و لكن للأسف تضاءلت انسانيتنا ، و جفّت ينابيع محبتنا ، و تورّمت الأنا لدينا ، فضاعت ، للأسف، الكثير الكثير من قيمنا الجميلة .. فعسى أن نُمسك بخيوط الأمل . فما أضيقَ العيشَ .. لولا فسحة الأمل .. – أحمد مصطفى المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى