أمي ….ونهاية نيسان …..خالد حكمت الزعبي

بذلك التاريخ كانت نهايتي في الثلاثين من نيسان قبل ثلاثة أعوام مات قلبي عندما كانت اللحظة الأخيرة التي أرى أمي فيها جفت بها ………كم كنا في هذا اليوم من قبل أربعة أعوام نحتفل بها ونشدو ونتذوق معها طعم الفرح.. السلام عليك يا أمي السلام على روحك الطاهرة وتربتك الزكية، ليس لرحيلك يوم يا أُمي أتأمله أو احتفي به، فكلّ يوم يتكرر مشهد موتك أمامي بتفاصيله المحزنة . لأنك حاضرة أمامي في كل لحظاتي، لأنك السند الذي أتكئ عليه في حياتي وبعد ، لم ولن يأخذك الموت مني، فلن أنساك ما دمت احتمى بذكراك، وكلما اتسعت عليّ دوائر الهمّ وضاقت فطيفك يساورني، أخاطبه ليقنعني في الآخر بأن الموت حق.. مازالت نصائحك قنديلا أبدد به عتمة ليلي، كلما ازدادت حلكته وما أكثرها يا أُمي.. كل شيء من حولي أصبح ممزوجاً برائحة الموت وتدفقات أنهر الألم والحزن تكحل عيني بندى دموع لم تجف منذ رحيلك عني. ما أحوجني اليوم إليك والدنيا تخترقني بلا رحمة، ما أحوجني اليك وقد اختلطت كل المشاعر من حولي وترمّدت بلون ضبابي عتّم بصيرتي. صّمَتَتْ كل الآذان بعدك يا أمي فارتدّ صوتي إلى داخلي وغدت شكواي نحيب مكتوم.. فكيف أبدأ حزني على فراقك بل كيف انتهي منه…؟ ليس لي من كلمات يمكن أن تعبر عن كبر قدرك يا أمي.. سأكتب لك يا أمي حنيني، ليتساقط دمعي خجلا منك لأني لم أفعل لك شيئاً، وهزمني القدر لأبقى عالق في مدارك.. أنا منك من فيض عطائك غير المحدود.. رحيلك أفقدني الصواب، فقلمي عاجز أمام أوجاعي لم تعد تسعفه اللغة، حيث تعلمت على يديك كل شيء في الحياة.. الكرم، الأخلاق، الصبر، العطاء، والحلم، لكن نسيت يا أمي أن تقولي لي كيف أتغلب على وجع رحيلك، وكيف أتعود على فراقك، معاذ الله أن اعترض على أقداره، ولكني أتساءل كيف الاحتمال؟! رحمك الله أنتِ وأبي وأسكنكما فسيح جناته.

خالد حكمت الزعبي

 

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى