مين سمير؟
لم تسعه الدنيا من شدة الفرحه، فقد اشترى للتو “خط” الموبايل الذي طالما حلم به: 5000 دقيقه مجانيه، 1000 دقيقه مجانيه على الشبكات الأخرى و الخطوط الأرضيه، بالإضافه الى 40 جيجا بايت إنترنت و رقم مميز علاوة على كل ذلك.
عاد الى البيت و تناول وجبة غداء محترمه. بدأ يشعر بأعراض “مُتلازمة ما بعد المنسف”، فدخل الى غرفته ليأخذ غفوه قصيره. ما هي إلاّ دقائق و إذا بالهاتف يرّن.
صاحبنا: رقم خاص! مين ممكن يكون؟ … ألو!
المُتصل: مرحبا سمير، وينك؟
صاحبنا: مين سمير؟ حجّي شكله الرقم غلط.
المُتصل: كيف غلط؟! هذا رقم إبني سمير.
صاحبنا: لا يا عمّي، هذا الرقم إلي. إشتريته قبل ساعتين.
المُتصل: غريب! آسف عالإزعاج على كل حال!
عاد صاحبنا لاستئناف غفوته، و ما أن أطبق جفناه حتى رن الهاتف مجدداً.
صاحبنا: ألو!
المُتصل (صوت أُنثوي شديد النعومه): هاي سَمورَه! وين هالغيبه، زمان ما سمعنا صوتك!
المُتصل: مين سَمورَه؟ يا أختي الرقم غلط. أنا إسمي أحمد، و أُمي مَرّات بتناديني “حميدان أبو الأذان”، بَنْفَع؟
المُتصل: ما أزنخك! سوڤاج! (و تُنهي الإتصال).
هنا بعد أن باءت محاولات الغفوه بالفشل، قرر صاحبنا النهوض. ذهب الى المطبخ و صَنع فنجاناً من القهوه و قبل ان يرشف رشفه واحده، رن الهاتف مُجدداً.
صاحبنا: رقم دولي! 001! مفتاح اي دوله! معقول أخوي سليمان من ساحل العاج!… ألو!
المُتصل: يتحدث بلغه إنجليزيه لم يفهم منها صاحبنا سِوا كلمة “سمير”.
صاحبنا: يا عمّي انا بعرفش إنجليزي. مِيْ نو إنجلش. مِي نو سمير… حِّل عنّا انته و سمير تبعك!
هنا بدت على صاحبنا معالم الأنزعاج، فقد “زادت الأمور عن حدها” بالنسبه له. إتصلَ بخدمة العملاء.
موظف خدمة العملاء: مساء الخير سيّد سمير. معك فلان، كيف بقدر أخدمك؟
صاحبنا: حتى أنت يا بروتوس! بعدين مع هالقصه؟ دَوَشتوني بسمير!
الموظف: عفواً أخي الكريم، بَس هذا الرقم مسجل عندي بإسم السيد سمير.
صاحبنا: مهي هاي المشكله! أنا اشتريت الخط من حوالي ثلاث ساعات، و اندوشت قد ما إجاني مكالمات من ناس بدهم سمير.
الموظف: حضرتك، ممكن يكون في خطأ في “السيستم”. هذا الرقم لازم ما يكون بإسم حدا. إحنا عادةً لما عميل يستغني عن خطه لأي سبب بنرجع بنعيد طرحه في الأسواق مره ثانيه، خصوصاً لما يكون رقم مميز زي اللي حضرتك بتحكي منه.
صاحبنا: يعني شو الحل؟
الموظف: حضرتك، لما الوكيل اللي اشتريت منه الخط يبعث إلنا العقد و صوره عن هويتك بنعمل تحديث للبيانات عنا بخصوص هذا الرقم.
صاحبنا: يعني هيك ببطِّل سمير ينُطلي كل شوي؟!
الموظف: أخي الكريم هذا الموضوع ما بقدر أضمنلك اياه! إنت الوحيد اللي بتقدر تنهيه
