هل تعتذر حكومة النهضة للدكتور محمد بني سلامة وتعيد له اعتباره..؟
محمد امين المومني
(صدق النبوءة.. والأخبار المخبوءة)
صدقت نبوءة ما أُختلِفَ عليه جدلًا، وصحَّ الإخبار عن الشيء الذي قيل عنه حَزرًا وتخمينًا، وإنَّ الحقيقةَ حين تظهر للعلن لا يُمكن طمسها، وأنَّ الصوابَ ليسَ بمقدور أحدٍ تغييبه، وأنَّ الليلَ يعقبه نهارٌ أقسمَ على نفسه أن يُظهِرَ نوره وبصيرته لكل مُتردد وحائر.
كان ذنبُ الدكتور بني سلامة – كما تعملون – هو إعادة مشاركة منشور على الفسيبوك بما يخص قضية مُعينة بذاتها، غير أن جُرمه كانَ يتثمل بغيرته وحبه لوطنه وقد دفع ثمنًا لذلك، وهو الخبير الدولي في شؤون الديمقراطية والأكاديمي المعروف لدى الكثير منكم، وهو أيضًا من تم اختياره ضمن أفضل 50 خبيرًا ديمقراطيًا حول العالم من منظمة سويدية.
رجلٌ بتلك المواصفات وقامةٌ وطنيةٌ كبيرةٌ فُرض عليها أن تُعنى بالشأن العام، وأن تهبَ نفسها لحب الوطن والغيرةِ والخوف عليه، ولكن إعادة نشر منشور كان متداولًا أصلًا – قبل أن يراه أو يعيد مشاركته – حول مسألة بعينها كان كفيلًا بحدوث الذي حدث جُملةً وتفيصلًا، ولكنَّ المُتمعن في تفاصيل الحادثة يرى بأن جُلَّ من تم ذكرهم ( في المنشور المُعاد مشاركته والمتداول أصلًا) قد تقدموا بشكوى بحق الدكتور بني سلامة إلا أحد الشخوص الذي نأى بنفسه عن كُل ذلك، وقد أخبرت العُصفورة في المنشور (المُعاد مشاركته والمتداول أصلًا) بأنه سيكون على موعد بمنصب جديد، وقد تحقق ذلك فعلًا بصدور الإرادة الملكية السامية يوم أمس بالتعيين عضوًا في الهيئة المستقلة للانتخاب.
صدق النبوءة في المنشور (المُعاد مشاركته والمتداول أصلًا) جاء نقضيًا لما تم توجيهه من تهمة تلفيق الأكاذيب بحق الدكتور بني سلامة، فكيف تثبتُ النبوءة في تفاصيلها، وتُوجه التهم بالأكاذيب لرجل لا ناقة له ولا جمل في هذه الحادثة، وإن كان للحق لسانٌ لنطق ببراءة بني سلامة من مكيال الاتهام الذي لاقه بعد جُرمٍ كان بسبب – إعادة نشر منشور كان متداولًا أصلًا -.
وعلى الرغم من من عدم قبول المشتكين الادلاء أو الاعتراف بصحة بعض المعلومات الواردة بالمنشور – المُعاد نشره والمتداول أصلًا – فإن صدق نبوءة تعيين أحدهم قد تحقق فعلًا، ما يعني ضمنًا ومنطقيًا براءة بني سلامة من تهمة تلفيق الأكاذيب التي وجهت له، ما سبب له الإساءة والتجريح وكلكم تعلمون الرجل وحسن أخلاقه وصفاء سريرته.
نؤكد في ذات السياق احترامنا لكافة الأطراف، وتقديرنا وحُبنا لهم، وحرصنا الدائم على عدم النيل أو الانتقاص من شخوصهم أو كل ما يمت إليهم بصلة، وفصول الحكاية قد انتهت بخيرها وشرها، إلا أننا نقف حائرين من التصرف الذي بدر من حكومة النهضة بحق القامة الوطنية بني سلامة، مُرتابين مما حدث من تفاصيل كانت مثارَ شُكوكٍ منذ البداية، حتى أتى الأمس وقد بدل الشكوكَ يقينًا والريبة إدراكًا ببراءة ما أُسنِدَ لبني سلامة من تهم، وصدق ما جاء بالمنشور الذي – تمت إعادة مشاركته والمتداول أصلًا-.
إنَّ القلبَ لا يستقيم إلا مع الحق، وإنَّ الواقع لأصدق من كل حرف يكتب بحق القامة الوطنية الأستاذ الدكتور محمد بني سلامة، وإن صدق نبوءة ما ورد بالمنشور – المعاد نشره والمتداول أصلًا – تثبت براءة بني سلامة وتؤكد صحة ما ورد، وتُعرَّي تهمة تلفيق الأكاذيب التي وُجهت بحق شخصيةٍ أكاديميةٍ وعلميةٍ معروفة.
وفوق كُل ذلك.. هل ستقدم حكومة النهضة اعتذارها لما حصل لقامةٍ وطنيةٍ كبيرةٍ وخبيرٍ دوليٍ وأكاديميٍ رفيع الشأن وصاحب مؤلفات وكتب؟.. هل ستُعيد له اعتباره بعد الذي جرى..؟
محمد امين المومني
Mo.almom16@gmail.com