مع وقف التنفيذ / هبة ماجد ابو الرب

مع وقف التنفيذ

لماذا يتم تعقيم إبرة الإعدام السامة طالما غرضها القتل؟
اليس سؤالا وجيها , مالغرض من تعقيم المواد قبل استخدامها لقتل شخص ما .
كان هذا اسم المقال الذي لا يمكنك مقاومة قراءته , رغم عدم اهتمامك بالقضية التي يناقشها .
الاجابة كانت مختصرة وبسيطة , فمع الاخذ بالاعتبار قله توافر المواد الغير معقمة اصلا , لكن السبب الاكثر اهمية هو الاستناد لمفهوم قانوني يدعى وقف التنفيذ .
فالقانون وحتى اخر لحظة يتمسك بهذا الاحتمال , احتمال وقف التنفيذ ( حيث ان للمحكوم فرصة حتى اخر نفس , فرصة قد تكون موجودة حتى بعد حقنه ودخول الابرة داخل جسده ) .
يقولون في ذات المقال بأن هذا الامر حصل لمرة واحدة مع شخص يدعى جيمس اوتري رغم اعطاء ملاحظة بانه اعدم حقا بعد ذلك ولكن ب 5 اشهر .
تم ذكر جيمس اوتري كحالة نادرة , تبرر وتعطي سبب مقنع لفهمنا لهكذا قانون .
وكأننا بحاجة لهذا , وكأن ذكر اسم شخص ما هو السبب الذي سيجعلنا نقتنع بهذا القرار .
رغم ان هذا القرار هو بالحقيقة منهج حياة , نتخذه يوميا لمواجهة الصعوبات .
يمكننا دائما تخيل تلك الابر التي تحقن اجسامنا يوميا , ننظر لها متأملين عملية وقف التنفيذ .
نحقن بها متاملين وجه الحاقن محاولين تحليل تعابير وجهه لمعرفة مقدار فرصتنا الاخيرة بين يديه .
يوميا , نسمع عن نية بزيادة سعر شيء ما , تسريح عدد من الموظفين , زيادة أجور المنازل , واهانة عدد من العمال .
جملة اجتماع لمناقشة القرار , كفيلة لشعور لا يمكن ايقافه بالامتعاظ
عملية مناقشة القرار قبل اتخاذه , هي بمثابة حقن الابر وبداية التخدير , نتابع عن كثب ( متأملين غير أملين بأي تحسين على اي قرار به لكننا كنا ولا زلنا نؤمن بفرصة وقف التنفيذ .
في النهاية كلنا جيمس اوتري , تاخير التنفيذ لا يعني ايقافه , لكننا نستمتنع دوما باشهر وايام ماقبل التنفيذ .
تجدنا نقف مزدحمين على ابواب الكازيات بعد قرار زيادة اسعار البنزين , نقوم باتصالتنا محاولين ان نكون من الذين تتفاداهم بعض القرارات .
نستغل كل لحظة بعد الحقن وقبل اعطاء السم .
ولا زال عدد الابر المعقمة بعناية يخترق اجسادنا يوماً تلو الأخر أبرة بعد الأخرى .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى