احمد حسن الزعبي / علي الشريف

احمد حسن الزعبي

الصديق الذي لم اره يوما في حياتي بشكل شخصي … والزميل الذي اجادله ويجادلني .دائما بالكلام ..عبر الهاتف يعتب مني واعتب عليه … لكنه لم يرفض يوما لي مقالا مهما كان بالمقال من جنون ومهما كان به من جدل .
الزميل الذي فتح لنا منبرا حين اغلقت كثيرا من المنابر بالامس اوقف عن الكتابه لاجل غير مسمى في بيته وبييتنا الذي احببناه واحترمناه وهو جريدة الراي التي اسسها شهيد الاردن الخالد وصفي التل لتكون منبر الشعب وصوت الغلابى ونبرة الحرية والراي والراي الاخر.
مهما كان السبب فانه من الخطا ان يتم ايقاف كاتب عن الكتابه وصل الذروة في المتابعة والرقم القياسي في عدد القراء و لم ينشر شيئا يسيء الى مؤسسته داخل المؤسسة وعبر زاويته بل قدم لها من عمره اثني عشر عاما من العطاء وعلى العكس تماما كان ما يميزه هو تميزه في العطاء والمادة التي يقدمها خدمه للراي وللقراء .
وان كان ما ورد ان قرار الايقاف كان بسبب نشر موقع سواليف عن رفض صحيفة يومية نشر اعلان مدفوع الاجر يناشد جلالة الملك بايقاف قانون الضريبة فهذه مصيبة اخرى لان العقوبة طالته شخصيا وكان من المفترض ان تنال الموقع الذي نشر حتى لو كان مالكه احمد الزعبي نفسه .
وخاصة ان صورة الكتاب الخاص بالاعتراض على عدم النشر تم توزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل كثيف والمصيبة الاكبر ان قرار الايقاف نشر الموضوع كما تنتشر النار في الهشيم.
ابو عبدالله علمنا قبل ان نخط اي حرف ان نحترم المؤسسة التي نعمل بها .. لطالما اوصانا بالمهنية والمصداقية ..ولطالما حرضنا على حب الراي وحب المهنة التي اصبحت مصدر ارق لنا وتعب حقيقي مس الانفس قبل ان يمس الاجساد واذا كنا نشكوا كان يوصينا بالصبر .
ابو عبدالله .كان يقتدي بقول الملك ان حريتنا سقفها السماء ودافع عن هذا المبدا وعن هذا القول كان يكتب بنبض الشعب وبحديثهم وبلسانهم ورغم اني من اكثر الناس مناكفة له وربما مخالفة لرايه وتعريضه للاحراج في بعض الاحيان الا انني لا احب غيابه ابدا فمثله مكسب حقيقي لاعلام بات ينازع لانه اخر الروح التي بقيت في هذا الاعلام.
قليل من الصبر يا ساده .. فالاخطاء التي نراها كفيلة بان تهجر الناس عن قراءة الصحف نحن نحتاج لراي مختلف وقلم مختلف وفكر مختلف حتى لو كان معارضا …نحتاج لفكر مختلف حتى لو كان مؤيدا .نحتاج لطريقة كاتبه تصنع ابتسامه على الشفاه مهما كان الطرح الذي يطرحه الكاتب لاننا في زمن العبوس و..نحتاج الى مهنية تنطلق من قلوب الناس ومن ضمائرهم ولا نريد ان نتصيد الاخطاء فقط.
ونحتاج الى صبر وتجديد فحديث الستينات والسبعينات لم يعد يجدي ولم يعد يقنع احدا … وفي الراي تحديدا قامت الاعتصامات وعم الاضراب ذات يوم جريدة الراي واتهم الكثيرون جهارا نهارا بالفساد .وطالب الزملاء باسقاط الحكومة ولم يعاقب احد ولم يوقف احد .
نحن نحتاج الى ثورة اعلامية حقيقية تنطلق من مقولة سيدنا جلالة الملك بان حريتنا سقفها السماء حتى نصنع اعلاما جديدا نحن نحتاج لاسلوب جديد في الثواب والعقاب ولاننا نحب الراي التي هي بيتنا ونحب الزعبي الذي يناكفنا ونجادله ولاننا قبل الاثنين نحب هذا الوطن ونفديه علينا ان نقف جميعا لنقول حان وقت فتح طريق جديد .. فالحرية التي يريدها سيدنا سقفها السماء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى