من أضعف اللغة العربية ؟
الدكتور ذوقان عبيدات
يشير واقع الحال، أن أطفال الروضة يتعلمون اللغة الإنجليزية بسهولة تفوق تعلم اللغة العربية، كما أنهم يحبونها أيضاً. وهناك وقائع عديدة تعكس ضعفاً في إتقان اللغة، ليس أهمها ضعف إتقان مهارات القراءة والكتابة بل الفقر اللغوي المتمثل بضعف استيعاب ما يقرأه طلابنا!!
أضف إلى ذلك تعدد الأخطاء في خطاب معلم أو طبيب أو وزير أو نائب. وأقدم مثالاً على أخطاء وقعت في رسالة مسؤول:
ففعل بدلاً من فأفعل!
مِنْ صادقاً بدلاً من صادقٍ
أني كاملوا بدلاً من كاملُ
إذا لم تستحي بدلاً من تستحِ
هذه أخطاء فاحشة في أقل من سطرين، طبعاً هناك ستة أخطاء أخرى، لا داعي لذكرها!!
ليس من المهم أن نعرف من المسؤول؟ فلم تحدد يوماً مسؤولية أي شخص عن أي عمل، فما بالك إذا كان هذا الشخص صاحب مكانة أو صاحب صوتٍ مرتفع!!
حين قلنا خلال سنة 2016، 2015 ، إن مناهج اللغة العربية ليس لغة، بل إنجاز كامل لقضايا غير لغوية، نقدنا كثيرون إلى حد الإتهام.
عدلت الوزارة الكتب، وجعلتها أكثر قرباً من حاجات الطلبة، ثم عادت عن تعديلاتها بعد تقرير أعده المسؤولون على مدى عشرين عاماً عن اللغة العربية ومناهجها وكتبها.
خضعت مناهج اللغة العربية خلال السنوات العشرين الماضية إلى سيطرة فريق لغوي محترف، لم يغير خلالها من أسس تعلم اللغة ولم ينجح في جذب الطلبة إلى لغتهم.
وكان من الظواهر المهمة أن فاحصي الطلبة قد اتخذوا نفس منهج المشرفين على اللغة، وغالباً ما يضعون أسئلة لمعرفة بحر بيت من الشعر، لم يكتب فيه شاعر من خمسمائة سنة، أو إعراب كلمة لم تُستخدم في حياتنا اليومية منذ مئات السنين، مثل: أعرب نِعِمَّا، وبَخٍ بَخٍ، وغيرها من العُقد التربوية.
في رياض الأطفال يتعلمون اللغة الإنجليزية في أسابيع، ويحتاجون سنوات لتعلم اللغة العربية! والفارق ليس فقط في صعوبة لغتنا بل في كتبها ومناهجها.
حين قارنت الكتب اللبنانية بالكتب الأردنية، وجدت أن الكتاب اللبناني يخرج أديباً مثقفاً، بذائقة رفيعة، بينما لا يهتم كثيرون بكتب اللغة العربية عندنا، بعد تقديم الإمتحان. في الكتاب اللبناني ثقافة متجددة، وفي الكتاب الأردني أصالة ثابتة. نجح كتاب وفشل كتاب!
هل عرفتم لماذا تعلن مدارس الخليج عن حاجتها إلى معلم لغة عربية سوري أو لبناني؟
نعم! سيطر على لغتنا أشخاص، أبعدوا طلابنا عن متعة اللغة العربية! نفس اللجان من عشرين عاماً! ما رأي المجلس الوطني للمناهج؟