من أجل #ناقة #جرباء / #يوسف_غيشان
يحدثونك -ربّما على سبيل الطرافة -عن أخطاء حصلت في التاريخ، بعضها طريف وبعضها قاتل أودى بالملايين، الغريب أنّ اثنين من أخطاء التاريخ المتداولة تخصّنا نحن العرب، إذ لا نستطيع أن ننام مرتاحين إذا لم يكن لنا حصّة الأسد من عثرات التاريخ.
يتحدثون عن أقلّ أخطاء التاريخ ضرراً، حيث استفاد الملايين منه، ولم يتضرّر سوى فرد واحد، بالأحرى عائلة واحدة. حصل هذا الخطأ البسيط عندما باع (جورج هاربش) مزرعته في جنوب أفريقيا إلى شركة تنقيب، مقابل (10) جنيهات، لأنّها لم تكن تصلح للزراعة، وما هي إلاّ سنوات قليلة حتى تبيّن أن هذه المزرعة هي أكبر منجم للذهب في العالم.
أمّا الخبّاز الإنجليزي (جوفينز) فقد نام ذات ليلة من عام 1696م، وقد نسي إطفاء شعلة صغيرة في فرنه، فاشتعل منزله، ثم اشتعلت نصف لندن، وقتل الآلاف من الناس، فيما يسمى في كتب التاريخ ب (الحريق الكبير) …. والغريب أن المسخوط (جوفينز) لم يصب بأذى من الحريق الكبير.
وفي يوم آخر من عام 1347 م، دخلت عدة فئران إلى
(7) سفن إيطالية كانت ترسو في الصين، وحينما وصلت ميناء فينيسيا الإيطالي، تسلّلت الفئران، ونشرت الطاعون في الميناء، ثم في إيطاليا، ثم في أوروبا، ومات ثلث سكان أوروبا آنذاك، وكان الطاعون قد قتل نصف سكان الصين قبل أن يصل ميناء فينيسيا.
فلنقفز عن أخطاء التاريخ الأخرى، ولنهتمّ بأخطائنا:
فقد اختلف الملك الإنجليزي في القرون الوسطى مع (بابا)الفاتيكان، فأرسل وفداً إلى ملوك الطوائف في الأندلس، يطلب منهم إرسال دعاة مسلمين إلى إنجلترا حتى يتحوّل الشعب من الكاثوليكيّة إلى الإسلام، لكن ملوك الطوائف المنهمكين بنسائهم وغلمانهم وخلافاتهم تقاعسوا عن الردّ، ولم يرسلوا أحداً، إلى أن تمّ حل الإشكال بين الملك والبابا.
أما في معركة بلاط الشهداء (سان بواتيه) التي حصلت على الأراضي الفرنسية التي توغل فيها الجيش العربي الأمويّ، وهزم قوات شارل مارتن (شارلمان)، لكن مستشاريّ شارلمان أشاروا عليه أن يرسل من يصرخ بالعربية الفصحى، خلف خطوط العرب، بأن غنائمهم تتعرّض للنهب، وأنتم تعرفون ما حصل.
تخيّلوا …. لكن الخيال لا يغير الواقع، وها نحن نرفل بالهزيمة نتيجة أخطاء كانت تبدو غير جوهرية في وقتها: تقاعس عن إرسال الدعاة، وهزيمة في معركة لسبب سخيف.
لكن لا أحد ينافسنا في الأخطاء المفرطة في الغرابة، فنحن أحفاد من دخلوا حرباً طاحنة من أجل ناقة جرباء (حرب البسوس)، أو من أجل فرس وحصان (داحس والغبراء)، ولا ننسى الحرب التي اعتدى فيها الأجداد على حرمة الأشهر الحرم وسفكوا دماء بعضهم فيها (حرب الفجار) وغيرها من الحروب غير المبرّرة على الإطلاق.
وما تزال أخطاؤنا قيد التكرار !!