دور عمال الأردن في دعم ومناصرة الثورة الجزائرية (1954-1962) م

بمناسبة #يوم_العمال العالمي

دور #عمال_الأردن في دعم ومناصرة #الثورة_الجزائرية (1954-1962)

أ.د. عمر صالح العمري

        كان للعمال الأردنيين دور فاعل في دعم ومناصرة الثورة الجزائرية، وخاصة على صعيد المشاركة في المؤتمرات، والمهرجانات والمظاهرات والإضرابات وحملات التبرعات التي عقدت لهذه الغاية.

مقالات ذات صلة

فقد شارك الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، في مؤتمر العمال العرب الذي عقد في دمشق في آذار 1956م، وتدارس في جلسة خاصة الظروف السياسية التي تمر بها أقطار المغرب العربي، وكان أهم ما اتخذه المؤتمر من قرارات:

  1. استنكار السياسة الفرنسية التعسفية في المغرب العربي.
  2. استنكار موقف الأمم المتحدة وصمتها إزاء الجرائم الفرنسية في أقطار المغرب العربي، وإهمالها للمطالب المشروعة للشعب العربي في تلك الأقطار.
  3. دعوة الحكومات والشعوبية العربية لمقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
  4. دعوة الحكومات والشعوب العربية لدعم ومساندة نضال أقطار المغرب العربي بالمال والسلاح وخاصة في الجزائر.

وعلى أثر اتخاذ مؤتمر العمال المصريين قراره التاريخي بمقاطعة فرنسا، أرسل الاتحاد العالم لنقابات عمال الأردن إلى المؤتمر برقية عبّر فيها عن اعتزازه بهذا القرار، وحيّا انتصار المؤتمر لقضايا المغرب العربي التحررية، وجاء فيها: “لقد لقنتم الاستعمار والساسة المتخاذلين درساً في الوطنية، ووحدة الشعور العربي”.

وعلى أثر اختطاف فرنسا للزعماء الجزائريين الخمسة، سارع الاتحاد لعقد اجتماع هام استعرض فيه الحادث، وكان أهم ما اتخذه من قرارات:

  1. مطالبة الحكومات العربية فوراً بمقاطعة فرنسا سياسياً واقتصاديا وثقافياً.
  2. مناشدة عمال الأردن والعالم العربي الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري.
  3. توجيه الدعوة لجميع الأحزاب والهيئات الشعبية لتنظيم أسبوع يسمى أسبوع الجزائر تجمع فيه التبرعات لدعم ومساندة نضال الشعب الجزائري.

وأرسل الاتحاد برقية إلى الملك الحسين، ثمّن فيه قرار قطع العلاقات السياسية مع فرنسا، وبرقية أخرى إلى الأمين العام للجامعة العربية، طالب فيه العمل الجدي لقطع العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية مع فرنسا، وحجز الرعايا الفرنسيين الموجودين في البلاد العربية رهائن، مقابل إطلاق سراح الزعماء الجزائريين، مؤكداً أنهم “لا يثقون بالتصريحات الكلامية”.

وشارك عمال الأردن في المظاهرات الاحتجاجية والإضراب العام الذي دعت إليه الأحزاب الأردنية والهيئات الشعبية احتجاجاً على عملية الاختطاف.

وفي ربيع 1957م، نظّم عمال الأردن أسبوعا خاصاً للجزائر، استجابة لنداء الاتحاد الدولي لنقابات العمال العربي في سبيل نصرة الجزائر في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال، وأرسل اتحاد عمل الأردن برقية إلى الأمم المتحدة استنكر فيها السياسة الفرنسية التعسفية في الجزائر.

وفي آب 1959م، أقام الاتحاد العام لعمال الأردن، حفلة تأبين للأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين عزت عيدير، وقرر المجتمعون خلالها إرسال برقية احتجاج واستنكار على السياسة الفرنسية التعسفية الجزائر، للسكرتير العام للأمم المتحدة، وأرسل الاتحاد برقية أخرى إلى الأمين العام للجامعة العربية دعاه فيها لإثارة القضية في المحافل الدولية، مشيداً ببطولات وصمود الشعب الجزائري، وقرر المجتمعون إبلاغ هذه القرارات إلى الاتحاد الدولي للعمال العرب، مطالبين بضرورة إثارته للقضية الجزائرية في المحافل الدولية.

وفي أواخر عام 1960م، ابرق الاتحاد العام لنقابات العمال ببرقية إلى المؤتمر الاقتصادي العربي الدولي الذي عقد في القاهرة، عبّر فيها عن قلق عمال الأردن البالغ لما يحدث في الجزائر، واشمئزازهم مما تقترفه فرنسا من أعمال إجرامية بحق الشعب الجزائري مناشداً المؤتمر مقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً.

وعلى أثر عقد هذا المؤتمر أدلى وجيه منكو الأمين العام لاتحاد نقابات العمال في الأردن بتصريح لوكالة الأنباء العربية، أكد فيه مؤازرة الاتحاد والتزامه بقرارات المؤتمر، وخاصة المتعلقة بمقاطعة فرنسا اقتصادياً، داعياً العمال الأردنيين إلى ضرورة مقاطعة السلع والبضائع الفرنسية. ووجّه منكو برقية إلى السكرتير العام للأمم المتحدة عبّر فيها عن استنكار عمال الأردن للمجازر الوحشية التي تقترفها فرنسا في الجزائر، مؤكداً أنها “وصمة عار في جبين هيئة الأمم، وامتهان للإنسانية واعتداء صارخ على حقوق الإنسان”.

وفي كانون الأول 1960م، بعث الاتحاد ببرقية احتجاج إلى المجلس الاقتصادي العربي الذي كان معقوداً في القاهرة، ناشده فيها مقاطعة فرنسا مقاطعة تامة وخاصة من الناحية الاقتصادية.

وبمناسبة يوم التضامن العربي مع الجزائر، الذي خصص في 7/تموز/1961م، أصدر الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن بياناً، أعلن فيه تأييده التام للشعب الجزائري في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، مستنكراً المحاولات الاستعمارية الرامية إلى تقسيم الجزائر، وأهاب الاتحاد في بيانه بجميع الدول والشعوب العربية، الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري بكل الطاقات الممكنة المادية والمعنوية حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

وعلى أثر إعلان الزعماء الجزائريين الخمسة للإضراب عن الطعام في أواخر عام 1961م، أرسل الاتحاد برقية إلى اتحاد العمال الفرنسي، ناشده فيها باسم حقوق الإنسان التي نادت بها الثورة الفرنسية مؤازرة هؤلاء الزعماء، وغيرهم من المعتقلين السياسيين الجزائريين في السجون الفرنسية، ووضع حد للتعذيب الوحشي الذي تمارسه فرنسا بحقهم والعمل على إطلاق سراحهم.

وبمناسبة الذكرى السابعة للثورة الجزائرية، أصدر الاتحاد نداء إلى العمال في الأردن والعالم العربي، ناشدهم فيه مقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً، وأيد في ندائه نضال الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال. وعقد الاتحاد بهذه المناسبة اجتماعا تدارس فيه آخر تطورات القضية الجزائرية، وقرر فيه التبرع بمبلغ (240) ديناراً دعماً لنضال الشعب الجزائري، حيث قام منكو بتسليمه للعقون ممثل حكومة الجزائر في عمان.

وبمناسبة الذكرى السابعة للثورة الجزائرية، رفع الاتحاد برقية للعقون عبّر فيها عن تأييد عمال الأردن ودعمهم ومساندتهم لكفاح الشعب الجزائري حتى الحرية والاستقلال.

        وقد شارك عمال الأردن الأخوة الجزائريين فرحتهم بعيد الاستقلال الذي ناله القطر الجزائري في تموز  1962م وذلك بالمشاركة بالمسيرات والمهرجانات والاحتفالات الرسمية والشعبية التي عمت مختلف انحاء الأردن بهذه المناسبة الخالدة.

                                                                          إعداد

أ.د. عمر صالح العمري

جامعة اليرموك/ قسم التاريخ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى