مفهوم تداول السلطة / موسى العدوان

مفهوم تداول السلطة

يقول الدكتور عاطف الغمري في كتابه الإصلاح السياسي من أين يبدأ ؟ وأقتبس :

” إن حاسة الخوف .. الخوف من فقدان الحاكم لوجوده في السلطة، واقتناع المسئول بأن فقدانه منصبه أمر وارد، ومحاسبته ومساءلته على سياسات أضرت بالناس أمر مؤكد، هو عنصر مطلوب في النظم الديمقراطية لضبط الحياة السياسية.

ووجود عنصر الخوف هو استكمال لشروط وجود الديمقراطية وديناميكية عملها. فانعدام هذا العنصر يضفي على الحاكم أو المسئول التنفيذي حالة من الطمأنينة المزمنة، تضعف لديه الالتزام بحدود المسئولية، وقد تدفعه إلى تخطي حدود سلطاته، وهو ما يفتح الطريق إلى تدني الأداء الإداري والفساد.

يتأكد وجود عنصر الخوف بمعناه السياسي، بتوافر آلية تداول السلطة، التي هي شرط من شروط الديمقراطية، لأن إدراك الحاكم أنه معرض لترك مقعد السلطة – لو توافرت إرادة الشعب لذلك – يجعل الخوف لديه مطلوبا للاتزام بالإرادة الحرة الشعبية… فإذا ما أخل المسئول بعمله، تتحرك عجلة آلية تداول السلطة، لتأتي بمن يخلفه ويشغل مكانه.

وقد قال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية لولاية الرئيس كلنتون الثانية عام 1996، معبرا عن مفهومه لتداول السلطة حين قال: إننا نستأجر الرئيس ليؤدي مهمات محددة بناء على تعاقد بينه وبين الشعب. فإذا أخل بشروط التعاقد، فإن العقد يعطينا حق أن نغيره ونأتي بالبديل “. انتهى الاقتباس.
***
التعليق : هذا المفهوم لتداول السلطة يصعب تطبيقه في دول العالم الثالث. بل أن سياسة الحكم تتمثل في قاعدة : ” المنصب من المهد إلى اللحد، والدولة عبارة عن مزرعة، والشعب هم عمال في خدمة الحاكم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى