معركة فلسطين.. وأسئلتها الولود اقليميا وعالميا..
ا.د حسين محادين
(1)
استنادا لأطروحات علم اجتماع السياسية يمكنني القول؛ بأنه
و قبل عشرة ايام ومائتي شهيد على اندلاع #الصراع المسلح #الفلسطيني #الاسرائيلي عقب اعتداءات المستوطنين على عرب الشيخ جراح والاقصى كشرارة لهذا الصراع الملتهب بكل الاحتمالات للآن، لم تكن القضية الفلسطينة قبل هذه الايام العشر بخير مطلقا، وهي التي كادت ان تُنسى، لكن هذه المعركة قد اعادت مكانة القضية الفلسطينة الى واجهة الاحداق فعادت الأولى اقليميا وعالميا رغم ان اعداد الدول العربية التي اقامت علاقات سياسية جديدة مع المحتل الاسرائيلي قد زادت.
(2)
بعشرة أيام ..شهداء ودمِ متوهج اخرجت صواريخ وابابيل غزة الوطنية المدعومة ضمنا من:-
أ-بعض القوى المسلحة الاقليمية كأيران، وحزب الله تحديدا وهما المخالفين للسياسات والمواقف الإسرائيلية المحتلة والامريكية المتواطئة معها.
ب- تضحيات الشعب الفلسطيني الجبار ومن كل المناطق من فلسطين في هذه المعركة المباشرة مع إسرائيل.
ج- يأس واحباط الجماهير الفلسطينية والعربية الاسلامية مما سوّق لهم زورا تحت مظلة السلام واتفاقياته المشلولة اصلا، اقول يأسوا من التسويف والاهمال الهادف لحيلولة العدو دون اقامة الدولة الفلسطينة حتى على جزء من الارض المحتلة ترابطا مع استمرار عمليات التهجير وسلب اراضي أهلنا بفلسطين التاريخية، وهذا ما بقي العدو وحلفائه الملوّنين يمارسهما دعما للمحتل الاسرائيلي.
(3 )
لقد نجح النضال الفلسطيني المباشر في الداخل وبأقل
من اسبوعين بأن يُخرج القضية الفلسطينة من غرفة الانعاش او التراجع التاريخية لتتصدر كل ابصار وحواس وسياسات العالم الذي اصيب بذهول ازاء ايمان واصرار وتضحيات شعبنا الفلسطيني وفي قدرته على تعرية الكيان الغاصب وإخافته برغم كل هذا الانحياز الدولي والتاريخي لعدوانيته عسكريا واعلاميا وتكنولوجيا ودعم من المنظمات الدولية غير العادلة معه ومع صمود اهلنا بفلسطين المحتلة.
(4)
بناء على ما سبق رصده وتحليليه ؛ لعل التساؤل المخيف والمدبب الرؤوس واقعأ وخشية من وقوع المحظور-لا سمح الله- بين منظمة التحرير وحماس بامتداد كل منهما وطنينا واقليميا في ضوء المعطيات الميدانية والدموية المستجدة خلال الاسبوعين الماضيين والتساؤلات هي:-
1- ما النتائج التي ترتبت فكرا وتضحيات ميدانية راهنة وقادمة على واقع، وبنية؛ وآفاق الصراع العربي الاسرائيلي ميدانيا في السياسة والحروب المتنامية، بعد ان تصدرت صواريخ غزة/حماس وكتائب القسام /ايران وحلفائها ضمنا القضية الفلسطينة مقابل تراجع وتآكل متدرج لمكانة منظمة التحرير وقيادة السلطة الفلسطينية خصوصا بعد الانقسامات الداخلية التي سبقت وصاحبت إلغاء الانتخابات الفلسطينية من جهة، ومن الجهة الثانية من ان تستمر منظمة التحرير في تأييدها البراجماتي مثل جُل الحكومات العربية اتفاقيات السلام الواهنة النتائج بمصاحباتها السرابية للآن رغم مرور عقود وشهور على ابرام اخرها للآن مع المحتل الإسرائيلي من وجهة نظر المواطنيبن الفلسطينيين والعرب والمسلمين كذلك..؟
2- ما الاحتمالات والمعاني الفكرية والميدانية الزمنية الجديدة التي نجمت وستنجم في قادم الايام عن عودة تفعيل العمل المسلح لكتائب الاقصى المسلحة وبأي اتجاه خصوصا بعد جاءت هذه العودة وطريقة واشهارها بصورة استعراضية عبر اطلاق النار الكثيف وغير المفهوم الذي صاحب عودة هذه الكتائب للعمل المسلح من مدينة اللد ليلة أمس..؟.
3- ان الاسبوعين الآخرين وتحديدا بعد تقدم الحل العسكري الرادع للمحتل من قبل حماس/القسام قد احرج السلطة الفلسطينية وحلفائها في الاقليم والعالم الذين سوقوا “فضائل السلام” ترابطا مع عودة الجماهير وهم الاساس الى الشارع فكانت وما زالت هي المؤثرة والضاغطة على الحكومات العربية عبر المظاهرات المتصاعدة عربيا واسلاميا، والسعي لاختراق الحدود نحو فلسطين، وتوقيع مذكرة لطرد السفير الاسرائيلي كما حدث في الاردن من قبل كامل اعضاء مجلس النواب مع ملاحظة صعود تأثير التيار الاسلامي السياسي في هذا المجلس تزامنا مع الانتصارات التي حققتها صواريخ غزة القسام خلال اسبوعين في سيكولوجية الشارعين الفلسطيني العربي المسلم والعالمي، ما يعني باجتهادي العودة الى تصدر الخطاب الاسلام/السياسي الذي يشير الى الان نحو غياب الدول العربية عن الحضور التأثيري في القضية الفلسطينة وامتدادتها الاقليمية العالمية ، مقابل ازدياد قوة التأثيرين الايراني والتركي مع تمايز وقوة كل منهما على التأثير الاقوى بموضوعات الصراع العربي الاسرائيلي راهنا وفي المستقبل على الصعدين السياسي والعسكري في الوطن العربي استنادا الى فلسطين هي مفتاح الحرب والسِلم في الاقليم والعالم عبر تاريخ البشرية وللآن.
- عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.