ماذا تعرف عن الهاكر الأبيض؟ الأسود؟ الرمادي؟

سواليف

تعني كلمة “هاكر-Hacker” قرصاناً أو مُخترِقاً، وأُطلقت هذه الكلمة في الستينات لتشير إلى المبرمجين المهرة القادرين على التعامل مع الكمبيوتر ومشاكله بخبرة ودراية؛ إذ إنهم كانوا يقدِّمون حلولًا لكثير من مشاكل البرمجة، لكن الآية انقلبت لاحقاً، وتحولت الأعمال إلى اختراقات، يصفها البعض بطولية والبعض الآخر يعتبرها خيانة.

ومن إيجاد الحلول، تطور الأمر لاحقاً ليشمل أولئك الذين يتحدون الأنظمة المعلوماتية المختلفة على شبكة الإنترنت ويحاولون اقتحامها. وكان النجاح بالنسبة لهم هو حدوث الاقتحام في ذاته، ولا يعني بالضرورة ارتكابهم جريمة ما.

تتعدد أنواع “الهاكرز”، ولكل منها لون محدد يعبر عنه، فهناك “الهاكر” الأسود، وهو شخص يعمل على اختراق أشخاص أو مؤسسات لهدف المتعة وإثبات مهارته التقنية، ولكن في الفترة الأخيرة تحول الكثير من هؤلاء إلى سرقة معلومات شخصية أو مصرفية.

والنوع الثاني هو “الهاكر الأبيض”، وهدف هذا الشخص هو تخطي الحماية واختراق المنشآت؛ من أجل كشف الثغرات والبحث عن المشاكل الأمنية وتبليغ المسؤولين عنها، وليس استغلالها لهدف شخصي.

أما النوع الثالث، فهو “الهاكر الرمادي”، أو المتلون، وهو شخص غامض غير محدد الاتجاه؛ لأنه يقف في منطقة وسط بين “الهاكر” الأسود والأبيض، فمن الممكن في بعض الحالات أن يقوم بمساعدتك، وفي حالات أخرى قد تصبح ضحيته القادمة.

نتعرف معاً في هذا التقرير على أشهر 7 “هاكرز” وُصفوا بأنهم الأذكى والأكثر براعة:
1- جوناثان جيمس


يعد الأميركي جوناثان جيمس أول “هاكر” يُلقى القبض عليه، وُجهت له اتهاماتٍ عدة؛ منها: التآمر وانتهاك الخصوصية وإساءة استخدام الكمبيوتر والاحتيال؛ فقد سبب جيمس العديد من المشكلات لوكالة ناسا الفضائية، والعديد من المؤسسات العسكرية الأميركية.

كان عُمْر جيمس 16 عاماً فقط عندما دخل على منظومة بيانات مركز “مارشال لرحلات الفضاء”، وبدأ بتحميل الوثائق، والبرمجيات الخاصة بمحطة الفضاء الدولية (ناسا) عام 1999. قدر المسؤولون في ناسا قيمة الوثائق التي سرقها بنحو 1.7 مليون دولار، وأجبرت هذه الحادثة وكالة ناسا على إغلاق شبكاتها لمدة 3 أسابيع لإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بها.

وفي تطور مفاجئ وغير متوقع، انتحر جيمس عام 2008 وهو في الخامسة والعشرين من عمره باستخدام مسدس.

2- أدريان لامو

اشتُهر أدريان لامو، المولود عام 1981، باعتباره “هاكر” رمادي القبعة، وحصل على اهتمام وسائل الإعلام؛ لاقتحامه العديد من شبكات الحاسوب رفيعة المستوى، ومن أبرزها شبكة صحيفة نيويورك تايمز، وموقع ياهو، وشركة مايكروسوفت.

واخترق لامو، عام 2002، الشبكة الداخلية لصحيفة نيويورك تايمز، ونجح في الوصول إلى سجلات حساسة، بما فيها قاعدة بيانات واسعة لبعض المقالات الافتتاحية، والأوراق الأرشيفية التي كانت تحتوي على أرقام هواتف وعناوين الأشخاص الذين كانوا يساهمون في الكتابة في الصحيفة، ومنهم على سبيل المثال السياسي الديمقراطي جيمس كارفيل، وجيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، والممثل روبرت ريدفور.

ولم يُفلت لامو من الوقوع في أيدي السلطات الأميركية؛ إذ اعتُقل في عام 2003. ويذكر أنه كان يؤمن بقواعد ومبادئ خاصة به؛ إذ كان يرفع شعار أن القراصنة لا مأوى لهم، أي إنهم يجب أن يستخدموا مقاهي الإنترنت، والمكتبات، وأجهزة الكمبيوتر العامة؛ حتى تصعب ملاحقتهم.

3- غاري ماكينون


وُجهت إلى غاري ماكينون تهمة اختراق 97 جهاز كمبيوتر خاص بالأجهزة العسكرية الأميركية، ووكالة ناسا للفضاء، بالإضافة إلى تهمة حذف ملفات حساسة من 2000 جهاز من أجهزة هذه المؤسسات خلال 24 ساعة، وأيضاً حذف سجلات تتعلق بأسلحة تستخدمها القوات البحرية الأميركية.

ولكن ماكينون أنكر جميع التهم الموجهة إليه، مبرراً أفعاله بأنه كان يبحث فقط عن دليل على وجود ما يسمى “حظر الطاقة الحرة”، وزعم أنه عثر على دليل يشير إلى أن الحكومة الأميركية، تخفي معلومات تتعلق بحياة المخلوقات الخارجية والطاقة الحرة.

ويواجه حالياً “الهاكر” الأميركي حكماً بالسجن لمدة 60 عاماً، بعدما خسر الاستئناف الذي تقدم به ضد طلب تسليمه لحكومة الولايات المتحدة الأميركية، بعد رفضه المساومة التي قُدمت له من أجل الاعتراف بأن يقضي فترة سجن قصيرة من 3 أو 4 سنوات مقابل أن يقر بأنه مذنب.

4- ماركوس هيس


جندت هيئة الاستخبارات السوفييتية، المواطن الألماني ماركوس هيس في الثمانينات للتجسس على أجهزة الحاسوب العسكرية التابعة للجيش الأميركي، والحصول من خلالها على المعلومات السرية المطلوبة.

واخترق هيس 400 جهاز حاسوب تابع للقوات الأميركية، بما فيها المنشآت العسكرية في ألمانيا واليابان، كما استطاع أيضاً اختراق بيانات معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، وقاعدة بيانات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ولكنه تم اكتشافه بعد أن تعقبت السلطات الأميركية أثره، وحُكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة التجسس.

5- كيفين ميتنيك

يعتبر كيفين ميتنيك أكثر القراصنة شهرة فى جيله، فقد وُصف من قِبل وزارة العدل الأميركية بأنه من أخطر المطلوبين في جرائم الكمبيوتر، في تاريخ الولايات المتحدةـ، ونجح لمدة 18 عاماً في اختراق عشرات المؤسسات الحكومية.

ألقي القبض على ميتنيك عدة مرات بداية من عام 1981؛ لمحاولته اختراق شبكة التليفون المحلية، ثم في عام 1983 في أثناء محاولته اختراق موقع “البنتاغون”. كما قضى 5 أعوام بالسجن الفيدرالي لسرقته برامج، وتغيير المعلومات الخاصة بكل من شركة “موتورولا” و”نوكيا” و”نوفل” وجامعة “جنوب كارلينا”.

ووجه المدعي العام له تهمة التسبب في خسارة تلك الشركات عشرات ملايين الدولارات، وخلال فترة مراقبته بعد إطلاق سراحه التي انتهت في 21 يناير/كانون الثاني 2003، مُنع من استخدام أي شكل من تكنولوجيا الاتصالات، باستثناء الهاتف الأرضي.

6- روبرت موريس


يُصنف الأميركي روبرت موريس كرائد أعمال وعالم في مجال الحاسوب، وقبل تخرجه في جامعة “كورنيل”، عام 1988، صمم أول دودة تجسس. كان دافعه وراء ذلك ليس أكثر من الفضول في معرفة عدد أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت في جامعته، ولكن لسوء حظه فقد السيطرة على الدودة التي بدأت تنسخ نفسها وتتكاثر على الشبكة، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة، ووصلت الخسائر إلى قرابة 500 ألف دولار، وأصاب الفيروس نحو 6000 كمبيوتر تابعة لجامعة “كورنيل”.

ورغم أنه قال في التحقيقات إنه لم يقصد باختراعه تدمير أي شيء، فإنه بموجب قانون الاحتيال وسوء استخدام الكمبيوتر، حُكم عليه بقضاء 3 سنوات تحت المراقبة، وإمضاء 4000 ساعة في خدمة المجتمع، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 10 آلاف و50 دولاراً.

7- فلاديمير ليفين

وُلد هذا “الهاكر” الروسي عام 1974، ودرس التكنولوجيا في جامعة “بتسبرغ”، ويعد من أخطر “الهاكرز” في العالم؛ إذ استولى على مبالغ طائلة من “سيتي بنك”، وهي العملية الأولى في العالم لسرقة الأموال من خلال شبكة الإنترنت.

حدثت هذه العملية عام 1995، عندما تمكن ليفين من الوصول إلى حسابات العملاء في مصرف “سيتي بنك” والموجودة على الإنترنت. كان يُجري تحويلات مالية ضخمة بعد منتصف الليل حتى يتأكد أن عمليات السرقة غير مراقبة، ولكن التحقيقات الفيدرالية اكتشفت الجريمة بتتبع مصدر التحويلات، والتي أوصلتهم إلى منزل ليفين ليُقبض عليه. حُكم عليه بالسجن 3 أعوام بتهمة السرقة والقرصنة الإلكترونية، وأمرته المحكمة في عام 1998 بدفع تعويضات تبلغ قيمتها 240 ألف دولار لمصرف “سيتي بنك”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى