لعبة كوفيدية

لعبة كوفيدية
الحسين قيسامي

يقوم الطفل بمهمة العد، مغمضاً عينيه، بينما يختبأ بقية اللاعبين بعد انتهاء العد التنازلي. يقوم الطفل بعد ذلك بالبحث عن بقية اللاعبين المختبئين.
الكل يهرول خائفا من الفيروس الذي اجبر الحي على غلق حدوده فيما تم تعليق لعبة الطائرة الورقية مع فرض حظر التجوال … فيما يجوب “الطفل” الحي، ويعمل على توعية الأطفال، عبر مكبرات الصوت، بشأن مكافحة الفيروس. اشترط الطفل على المضطر إلى الخروج من منزله، خلال حالة الطوارئ الصحية، الحصول على ترخيص في إطار لعبة ” اختبىء وسأبحث عنك”.
كان طفلان يلعبان لعبة “كوفيدة” في منزل جدهما عندما قرر أحدهما الاختباء داخل خزانة، إلا أنه علق داخلها، ولم يتمكَّن من فتحها لكون الجد، الوحيد الذي يعرف الرقم السري، وقد كان خارج المنزل حينها، مما اضطر صديقه إلى الاتصال بخدمة الطوارئ. في فضاء لعبة الاتهامات
يجد الطفل نفسه وحيدا في هذه الخزانة… عالم غريب يخيم عليه شتاء دائم ومغطى بالثلج، وهو عالم غريب وجميل في نفس الوقت، تعيش فيه كائنات أسطورية غريبة، تتصرف فيه الحيوانات كالبشر، العالم اسمه “نارنيا” وتسيطر عليه “الساحرة البيضاء غلاديس” التي تفرض الشتاء القارس…أعلنت الساحرة البيضاء، حالة الطوارىء في ” نارنيا” بسبب البرد القارس من شأنه تأجيج كوفيد 19. سدّدت الساحرة إلى الطفل تهمة جلب كورونا إلى ” نارنيا”..تهمة تشبه تماما التهمة التي سددها العفريت الى السندباد الذي كان يأكل التمر فقذف نواتها بنفخة فمه فظهر له عفريت واتهمه بقتل ابنه ! الموت اقسى الغميضات وأقصاها…فالمختبئ يعود الى اللعب على نغمات:
هيا هيا …………… نجري جريا
غط البصرا ……… و خذ الحذرا
أنا في الصف ……. أنا في الخلف
أنا يمناك ………… أنا يسراك
سارع سارع ……… أنت البارع
أدرك ندك ………… تبلغ قصدك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى