لإنصاف الحكومة

لإنصاف الحكومة
د. قــدر الدغمـي

ليست مسؤولية الحكومة وحدها، في أن تظهر بين الحين والآخر جيوب لمصابين بفيروس كورونا، فلا ينسينا ذلك أن الحكومة قد أدارت أزمة جائحة كورونا بكل كفاءة وصبر واقتدار، ومن يقول غير ذلك فلديه حسابات معها أو يفتقر للقدرة على قول الحقيقة، هذا مع ومقارنة ما قامت به حكومتنا مع حكومات العالم، وخاصة حكومات الدول المجاورة، فقد كانت حكومتنا سباقة لمواجهة هذا الوباء بشجاعة وبتقدير حجم الثمن الذى سيدفعه المواطن.
إن خطوة فك الحجر تدريجيا، عودة غالبية القطاعات لأعمالها وفتح الأسواق وتخفيف الإجراءات الحالية يجب أن تكون محل تقدير بعد أن ضاقت على الناس سبل معيشتهم، لقد أثبت فريق الأزمة الحكومي براعته في إدارتها، وتحرك طوال الوقت بحكمة وحنكة، رغم حملات التثبيط الممنهجة التي يطلقها الطابور الخامس التي ضربت في كل اتجاه.
لقد كان الدور الأبرز للقوات المسلحة الجيش العربي والاجهزة الأمنية وللأطباء والممرضين في تسيير وتوجيه رحى المعركة والكفاح بصبر من أجل حسمها لصالحنا وبأقل الخسائر الممكنة، في حين نرى غالبية دول العالم تستسلم للتعايش القسري مع هذا الوباء الخطير، والذي أنهك اقتصادها وأودى بحياة الكثيرين من مواطنيها عدا عن استنزافه لطاقاتها وخاصة انظمتها الطبية .
الحكومة ما زالت تعلن بكل الوسائل المتاحة بالالتزام بجميع إجراءات الحجر الصحي خاصة للقادمين عبر حدودها الجوية والبرية لاحتمالية اصابتهم بهذا الفيروس أو حملهم له، مع ضرورة التباعد الاجتماعي، فبالأمس تعاملنا مع واقع مشجع على الأرض بعدم تسجيل أي حالة اصابة بهذا الفيروس لمدة أسبوع، لكن سرعان ما عاد ظهور بعض الاصابات فهذا الواقع ليس شرطا إن يستمر فالوباء لا يعلن عن موجاته القادمة ومتي سيأتي.
لم يكن بمقدور الحكومة حتى اللحظة توسيع إجراءات الخروج من الأزمة، فالخطر ما زال قائم وكورونا يتحرك بثبات مالم يكن هناك علاج فعال لمقاومته، وقد فتك في دول تتقدم علينا بإمكاناتها الطبية ومقدراتها المالية ، مما يعنى أن اجراءات الحكومة لم تتراخ وإن ضعفت أو حصل أي تقصير منها في بعض الاحيان.
الكرة الآن في مرمى المواطنين، ويتعين على الجميع الاستمرار في مجابهة الوباء بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن الحكومة والجهات المختصة ذات العلاقة مثل ارتداء الكمامات في الأماكن العامة والابتعاد عن اماكن الازدحام، وترك مسافة كافية بين كل مواطن وآخر في حالات التسوق، فالالتزام بهذه الإجراءات من شأنه أن يمكننا من السيطرة على هذا الوباء الذي قد تطول مدته.
ثمة حقيقة لا مناص من التسليم بها وهي أنه لا احد يتحكم في مسارات الوباء مستقبلا، وظهور مزيد من الحالات الجديدة لا قدر الله، فلا مصلحة للحكومة في اصابة أي مواطن وهي غير مسؤولة عن عدم التزام أو تقيد أي شخص بالتعليمات، لذلك فكل ثمن أليم دفعناه كان سببه أما الاستهتار والتساهل أو الجهل في التعامل مع خطورة هذا الفيروس.
نحن ما زلنا في غبار المعركة ولم نخرج منها بعد، ولذلك يتعين علينا خلق جو من التماسك الوطني كسبيل لكسب المعركة بكل مسؤولية، فلولا حكمة قيادتنا وتوجيهاتها الحصيفة وقدرة من يديرون الأزمة وتنبهم لحجم الخطر الداهم لهزمتنا هذا الوباء من بداياته ولدفعنا الثمن غاليا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى