“تلبيس طواقي” بين الوزراء تحت مقصلة البرلمان.. ومحافظة وعناب يتحسسان رأسيهما

سواليف – هديل الروابدة – “تلبيس طواقي”، هو الوصف الدقيق لما تخللته جلسة لجنة التربية والتعليم النيابية الأحد خلال استماع أعضائها ورئيسها لإفادات سبعة وزراء عن تداعيات كارثة الفيضانات المدمرة التي ضربت وادي “أزرق ماعين” في منطقة البحر الميت الخميس الماضي وأودت بحياة ٢١ مواطنا و٤٣ مصابا، جلهم من التلاميذ الصغار.

الجلسة لم تخرج بأية توصيات ولم تحدد اوجه الخلل والقصور، فبدت كما لو أنها المسمار الأخير في نعش حكومة الرزاز، الذي يبدو ان التوافق على شخصه وطاقمه الوزاري على صعيد الكتل النيابية والنقابات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني قد تلاشى تماما.

وزيران على الأقل من السبعة الحاضرين تحت مقصلة البرلمان باتا يتحسسان رأسيهما، بعد أن انكشف حجم الاهمال وضعف الرقابة على مسؤولياتهما من جهة والتناقض في تصريحاتهما والتنافر فيما بينهما من جهة أخرى، وكأن كل واحد منهم يقود زمام وزارته من كوكب آخر، حيث بدا كل منهما كما لو كان يدفع بالمسؤولية على كاهل الآخر.

تلا هذا كله، أنباء بدأت تثار هنا وهناك عن وجبة اقالات يتصدرها وزيري السياحة لينا عناب، والتربية والتعليم والتعليم العالي عزمي محافظة، وخاصة بعد اعتراض احد النواب على تناقض تصريحاتهما حول ترخيص الشركة السياحية التي نفذت الرحلة المنكوبة.

مقالات ذات صلة

الوزراء المسؤولون عن اطراف القضية لم يقدموا حتى اللحظة اية ايضاحات مقنعة حول اسباب الحادثة، وغالبا ان احدا منهم لم يبحث عن الأسباب بل هرعوا الى البحث عن شماعات تعتق رقابهم من اثم التقصير وتلبس وزره الى اطراف اخرى، فوقعوا جميعا في الحفر التي حفروها لبعضهم البعض.

شخصيا، خجلت وانا أتأمل ايدي الوزراء المرتجفة حينا و”المشبرة” حينا أخرى، وأعينهم المتحركة “كالبندول” بين الاوراق التي امامهم وبين النواب، وعجبت من المستوى الرديء للاجابات الضحلة الخالية من الفكر والمنطق.

المحنة كشفت حجم خيبتنا وعمق وهمنا بأن عليّة القوم ممن يحكمون البلاد والعباد، لا يشبهوننا ولا يعرفون تضاريس بلادنا ولا يميزون بين “ازرق” و”زرقاء”، وأن الرقابة سراب، وان القوانين والتشريعات والتعليمات التي تحكم وزاراتنا ومؤسساتنا التي إئتمناهم عليها حبر على ورق مكسو بالغبار في احد ادراج مكاتبهم.

المحنة رغم ثقلها .. ستمر، المهم الآن أن يتوقف رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز طويلا عند هذا “الكابوس”، ليلتقط ما هو جوهري، ويستدرك أخطاء تعيينات المناصب العليا وكوارث تدويرها وتوريثها ومحاصصتها، وان يمتلك على الأقل إجابة مقنعة على سؤال “لماذا هذا الرجل في هذا المكان”؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى