قصة خيالية

جلسة #مجلس_النواب يوم أمس، ذكرتني بمقالة قديمة كتبتها قبل سنوات عديدة. بصراحة تثبت هذه المقالة القديمة انه لدي موهبة في معرفة المستقبل والتنجيم ويمكن أن أنافس ماجي فرح وسمير طنب وميشيل حايك. فيما يلي المقالة من جديد:

#قصة_خيالية

مصطفى وهبي التل


تمهيد: هذه القصة هي قصة خيالية.  أي تشابه بالأحداث أو بالأسماء مع #الواقع هو محض صدفة.
المكان: الأردن.
الزمان: المستقبل القريب. 
الكل يعرف أن المصادر المائية في الأردن محدودة والكل يعرف أن الوضع المائي في الأردن يحتاج إعادة دراسة لتأمين كافة احتياجات البلد من المياه، وعليه لم يلاحظ معظم الناس تسلل الأخبار حول مشاكل المياه بشكل تدريجي في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي إلى أن تصدرت هذه الأخبار كافة النشرات وأوائل صفحات الصحف كلها. 
عناوين مخيفة:  سنعطش … لا يوجد مياه للشرب …. أولادنا بلا مياه … من ينقذنا من العطش. 
لتظهر بعد إيام هذه الأخبار والعنوانين:  الحكومة تبذل ما في وسعها … لا يمكن للموازنة تحمل أسعار المياه العالمية … الحكومة تدرس كافة الاحتمالات … الوضع صعب … من ينقذ الأردن.
تلت كل هذه الأخبار مظاهرات واعتصامات عمت البلاد كلها. الناس تطالب الحكومة الأردنية بضرورة انقاذ البلاد من العطش بأي وسيلة ومهما كانت التكلفة.  مراقب ذكي شبه حالة (هستيريا) المياه بحالة الهستيريا التي أصابت البلاد حول الطاقة قبل بناء المفاعل النووي اياه.
كما لم يسأل احد عن أسباب ازمه الطاقة من قبل، لم يسأل أحد عما جرى لمياه الأردن وأين اختفت مياه الآبار والسدود.  فقط ساد الرعب والخوف من مستقبل دون مياه واتجه الجميع كما هو الحال في الأردن دائما إلى القيادة لتحل الموضوع.
كعادتها لم تخيب القيادة والحكومة الشعب وأعلنت عن مشروع كبير سيضمن عدم عطش أطفال الأردن وأنه سيتم الإعلان عن تفاصيل هذا المشروع الذي تم التضحية بالكثير للحصول عليه في عيد الاستقلال القادم.
صدقت الحكومة، ففي 31/8 (التاريخ الجديد لعيد الاستقلال الأردني) أعلنت الحكومة عن المشروع الكبير الذي سيضمن المياه للشعب الأردني للابد:  مشروع تنقية المجاري الإسرائيلية للحصول على المياه!!
طبعا تفاجأ الشعب الأردني بهذا المشروع وكان واضحا أن هناك من يعارضه لكن في نفس الوقت ظهرت مظاهرات (الكبسة) المشهورة تهتف بحياة الحكومة وأصحابها وتشكرها على تكرمها بمنح الشعب فرصة الشرب من مجاري إسرائيل.  طبعا تزامنت هذه المظاهرات مع قصص رعب عن حال الأردن في حال عدم تنفيذ هذا المشروع ومنشورات ودراسات وعناوين وغيرها.  لكن حالة الرفض للمشروع استمرت بالرغم من كل الدعاية الإيجابية وبالرغم من استخدام الحكومة كل أبواقها الإعلامية وكل مظاهرات (الكبسات) وكل البلطجية.  اشتدت المعارضة للمشروع بعد أن علم أن المشروع سيكون في مدينة اربد وسيغطي كل المدينة تقريبا كما وعلم أيضا أن الأردن سيدفع مبلغا ماليا مقابل المجاري الإسرائيلية وأن جزءا من الدفع يتطلب أن تكون المياه المكررة الصنف الأول والثاني لصالح إسرائيل وتحصل الأردن على الصنف الثالث والرابع.
مع زيادة المعارضة اضطرت الحكومة لعقد مؤتمر صحفي لتشرح للناس الموضوع بكل شفافية مدعية أن الصورة التي عند الناس غير مكتملة وغير حقيقة وأن الهدف الأول لهذا المشروع هو مصلحة الشعب الأردني أولا.
عقد المؤتمر الصحفي برئاسة وزير المياه ابن وزير المياه السابق حفيد وزير المياه الذي سبقه بحضور عدد لا بأس به من الأبواق.  استهل الوزير بتقديم الدراسات التي تثبت أن هذه من اهم الخطوات في سبيل مصلحة الأردن ومن ثم وبشجاعة غير موجودة إلا عند عشيرته من وزراء المياه قرر أن يضع النقاط على الحروف:

مقالات ذات صلة

• المجاري الإسرائيلية من أنظف المجاري في العالم ونحن محظوظون للحصول عليها بالسعر الذي حصلنا عليه. ; كلنا نعرف أن الطعام والشراب عند اليهود من أنظف ما يكون.
• حتى نضمن عدم تلوث المجاري الإسرائيلية بمجاري العرب في إسرائيل والضفة، تقرر ترحيل كافة العرب من هناك إلى الأردن لضمان حصولنا على المجاري الإسرائيلية النقية. العرب الذين سيبقون في إسرائيل الكبرى سيكون لهم مجاري خاصة لن تختلط بمجاري اليهود النقية.
• سيتم ترحيل أهل اربد إلى مخيم اربد حيث أن المشروع سيأخذ معظم مساحة مدينة اربد. ; يجب لا ننسى أننا المهاجرين والأنصار ونحن واثقين من ترحيب أهل المخيم بإخوانهم أهل المدينة.
• جاهل من يتحدث عن مياه الأمطار والسدود والعيون والآبار كبديل افضل من المجاري الإسرائيلية لأنه لا يعرف الحقائق: ; أولا كل الدراسات اثبت أن الشعب الأردني يكره مصادر المياه هذه ولهذا قامت القيادة مشكورة، وبدل من هدر هذه المياه، ببيعها لإسرائيل. ثانيا المواد الغذائية في مياه المجاري الإسرائيلية اعلى بكثير منها في المصادر أعلاه. ; ثالثا المبالغ التي تم دفعها وسيتم دفعها مقابل هذه المصادر تم تحويلها إلى بنوك في الخارج حيث تقرر أن تعيش القيادة والحكومة في الخارج كتضحية للشعب وحتى لا تشاركه بمصادر المياه الشحيحة.
• أخيرا ليعلم الجميع أن الأوامر من فوق أن نمضي فورا في هذا المشروع الحيوي ; من هنا يساعد الأخوة في الدرك الآن وبينما اتحدت إليكم المواطنين في مدينة اربد للرحيل إلى مخيم اربد.

وعند نهاية المؤتمر الصحفي (كبس) الوزير (الكبسة) لتظهر خارج موقع المؤتمر الصحفي مظاهرة كبيرة رفعت بها الأعلام والصور إياها مع الهتاف التالي:
بدنا خ…. إسرائيل.
بدنا خ…. إسرائيل.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى