في الطريق الى ماركا

سواليف

كتب … أحمد الشمايلة
في الطريق الى ماركا لفت انتباهي العلم الاردني ممزق ومليئ بالبقع القذره معلق في سوق القاذورات والمسمى سوق المحطة..
اوقفت السياره ونزلت بدافع الفضول…العلم يستخدم كمظله لبائع يتاجر بالزباله…فاوضته لشراء العلم كان هدفي ان اخذه واحرقه حفاظا عليه كورقة سقطت من مصحف قديم، ووصلت معه إلى سعر دينار ونصف، فوافق…سألته مازحا وبماذا ستقي نفسك من اشعة الشمس ،اجاب: اي شريطه او بطانيه بتسد وبتكفي….
سألته الانتظار كي أذهب إلى السياره لاحضر النقود، تفاجأت بوجود مخالفة الوقوف على منعطف خطر على شباك سيارتي…مزقت المخالفه ورميتها في الهواء …ولعنت…ومشيت……
«««امين عمان لا يعرف من عمان سوى جسر عبدون وذكرياته
«««هل يهم موضع العلم على سبيل المثال تلك السيدة التي تستخدم جوازها الاردني بحسب ما يقتضيه منصبها ومصلحتها …تبرزه متى تشاء وتخفيه مع باقي ادوات مكياجها متى تشاء.
»»» هل هناك فرق ما بين بائع الباله واحد الفاسدين في وطني وكلاهما لا يعنى لهما العلم نفسه سوى انه عباره عن صفقة تجاريه او بطانيه مع الفارق في الثمن…….
»»»هل انا وحدي الذي وقفت على منعطف خطر ام ان الوطن كله يقف على منعطف بالغ الخطوره اوصلت علمه إلى سوق الباله
»»»واخيرا ما عاد يهمني….ما يهمني فقط هو اسم الشرطي الذي حرر المخالفه ( لانه مخربش اسمه حتى لا اعرفه) …….وان عرفته سأسأله مسترجلا صارخا في وجهه : ما قيمة المخالفه؟ ثم سأذهب لادفعها مثل الارنب لأني بدي أعيش وأطعمي اولادي…..
مررت اليوم صباحا من ذات المكان، العلم لا زال مربوطا على الشجره، والبائع نائم تحت ظله….يبدو ان أحدا لم يدفع ما دفعته انا (دينار ونصف)….اشتريته وخبأته في خزانتي مع طاقيتي العسكريه القديمه….لم أقوى على حرقه…..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى