على كرسي الحلاق

على كرسي الحلاق
#وليد_عليمات

أجلس بهدوء متجنبا النطق بأي كلمة.. لأنني أعي تماما أن أي كلمة ستخرج من فمي.. هي مادة دسمة للحلاق كي يفتح (سولافة) طويلة قد لا تنتهي.. واكتفي بهز الرأس مجيبا عن تساؤلاته.. والجميل أنه يحفظ قصة شعري المعتادة..
كما أنني احفظ الكمائن التي يختلقها كي يفتح موضوعا يتحدث فيه..
ليس هناك خلاف بيني وبين الحلاق.. (بدي أخلص) فأنا لا أطيق وضعية الجلوس الطويل.. وأحدهم يتحكم ب #رقبتي ورأسي تحت وقع المقص…و (الموس)

ذات مرة قال لي الحلاق : ( يا أخي شو رأيك بوضع البلد ولوين رايحة الأمور؟)

( نسيت حالي) ووضعت عيني بشكل مستقيم نحو المرآة بحيث يكون بصري مقابل بصره وقلت : #حقيقةً
(و دي الكلمة الوحيدة إللي نطقتها في الليلة السودة دي)

ساعتان من المتعة والإثارة والأكشن.. ساعتان ورقبتي تلوح بين ذراعيه.. ساعتان من الاستطراد والقصص المتداخلة.. والبطولات الوهمية..
و يأخذني معه يأخذني لمساء وردي الشرفات..
.
يا عمي أنا أسف والله ما كان قصدي أقول.. حقيقة ولا اشي
يا عمي أنا قلتها.. تحت تأثير ريحة الكالونيا..

وعندما انتهاء العملية النوعية.. وتحديد الأطراف… قال : (شوف كيف وضع البلد صار.. نعيما عمي نعيما) و ربت على كتفي..
قلت مترددا. بس #زبطلي_السوالف واحد طالع.. وواحد نازل..
قال والموس يلوح في يده: ظلك #مر.. لا تطول علينا..

#وليد_عليمات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى