علاقات المسلمين مع اليهود

#علاقات #المسلمين مع #اليهود
بقلم : د. #هاشم_غرايبه
القرار البريطاني لتأسيس الكيان اللقيط لجمع شتات اليهود ليس نزعة إنسانية ولا استجابة لوعد إلهي مزعوم، بل هو لدق اسفين في قلب أرض الإسلام، لإضعافه ومنع تمدده ووصوله الى أوروبا.
لذا فكل مسلم يطبع مع هذا الكيان، يعطيه شرعية أنه دولة تملك الأرض، فهو أداة منفذة للمستعمرين الأوروبيين.
لشرعنة هذا الكيان جرى خلط للتاريخ مقصود بين ثلاثة مفاهيم: العبرانيون، بنو إسرائيل، اليهود.
للتوضيح: فالعبرانيون هم قبيلة من الساميين أهل المنطقة، يعيشون بينهم، وبعض منهم ومن غيرهم اتبع رسالة ابراهيم، والذي جاء من العراق.
إسرائيل هو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، لذلك فبنيه ليسوا عبرانيين، ولما كانت سلسلة الأنبياء هم من الصالحين من بني إسرائيل، إذ كان أبناء يعقوب اثنا عشر، منهم إثنان فقط استحقوا عهد الله، ونزلت عليهم النبوة الذي كان تنفيذا لوعد الله لإبراهيم، بأن يجعل الأنبياء من ذريته باستثناء الظالمين منهم “لا ينال عهدي الظالمين” [البقرة:124]، والعشرة الباقون كانوا رعاة وتجارا، وهم الذين كادوا ليوسف حسدا، لكن أنجاه الله ليكون موسى من ذريته.
ظل الظالمون من بني اسرائيل (سموا اليهود) مصاحبين للذرية الصالحة (سلالة الأنبياء من بني إسرائيل)، الى ان انقرضت، وكان آخرهم عيسى عليه السلام، وبذلك انتهى عهد الله لبني اسرائيل.
القلة القليلة المؤمنة منهم دخلوا الإسلام، استجابة لما أمروا به في التوراة والإنجيل، ولذلك قال فيهم تعالى: “مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ” [آل عمران:110]، وأغلبهم كذب بالأنبياء ومنهم من قتلهم، لذلك كتب الله عليهم الذلة والمسكنة، والشتات في الأرض الى يوم الدين.
المسلمون استجابة لأمر الله بالإيمان بكل كتب الله وأنبيائه، عاملوهم باحترام باعتبارهم أهل كتاب موحدين، منتظرين أن يكونوا من المؤمنين بالرسالة الإسلامية، لكنهم كدأبهم، حادوا الله ومنهجه، بل وحرضوا المشركين على المسلمين الموحدين، وسعوا الى قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثلما فعلوا بأنبياء الله سابقا.
رغم ذلك، فقد ساكنهم المسلمون في المدينة، ولم يُكرهوهم على دخول الإسلام، بل عقدوا معهم تحالفا، إلا أنهم في أول فرصة سانحة، كانوا ينقضون العهد ويغدرون.
كانت معارك المسلمين مع القبائل اليهودية أربعة، أولها كانت غزوة بني قينقاع في السنة الثانية للهجرة جزاء غدرهم بامرأة وقتلهم أحد المسلمين، ثم ضد بني النضير ردا على محاولتهم اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت نتيجتهما جلاؤهم عن المدينة بأموالهم.
الثالثة كانت لبني قريظة، فقد تبين أنهم من حرضوا الأحزاب على غزوة الخندق بهدف استئصال الإسلام في مهده، ولما أن نقضوا العهد وانضموا الى القوات الغازية، لذلك كان من المنطقي بعد أن نجا المسلمون أن ينالوا جزاء خيانتهم، وكانت قوانين الحروب في ذلك الزمان تقضي باستيلاء القوة المنتصرة على أملاك المهزومين وقتل المقاتلين منهم، فكانت هذه هي الغزوة الوحيدة التي جرى فيها قتل من كانوا يبيتون النية لقتل المسلمين.
آخر الغزوات كانت خيبر والتي كانت محصنة، وتجمع فيها كل اليهود الجالين من الغزوات السابقة، وكانت تعد فيها العدة لكسر شأفة الدولة الإسلامية الوليدة، ولما كان لا يرتجى من اليهود حفظ عهد ولا التزام باتفاق، فكان لا بد من إجلائهم خارج الجزيرة، لكي تتفرغ الدولة للبناء والتطور، وتؤدي واجب التبليغ داخل الجزيرة وخارجها.
يتبين لنا أن المسلمين لم يكونوا يكنون العداء لليهود، بل ظلوا يأملون حتى النهاية أن يثمر فيهم معروف المسلمين، وعلى الإقل اتقاء شرورهم، بدليل وصية رسول الله لعلي رضي الله عنه عندما ولاه الراية يوم خيبر أن يدعوهم الى الإسلام أولا: ” فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم”.
بعد أن أخرجوا من الجزيرة وتفرقوا في ديار المسلمين، ظل التعامل معهم بالحسنى، ومساكنتهم والتجارة معهم، فيما كانوا يلاقون الإذلال والإضطهاد في أوروبا، وعندما طردهم الإسبان استقبلتهم الدولة العثمانية وحمتهم، لكنهم كعادتهم بالغدر بالمسلمين، فقد تآمر يهود الدونمة مع الإنكليز، وبذلك نجحوا أخيرا في النيل من الدولة الإسلامية.
بعد هذا التاريخ المرير، هل بقيت حجة لمن يتبعون اليهود ويبتغون العزة بالتحالف معهم!؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى