كيف يتحكم “داعش” عن بعد بـ”الذئاب المنفردة”؟

سواليف

قالت مجلة “foreign affairs” الأمريكية مؤخرا إن “داعش” تعرض لانتكاسات طوال عام 2016، مشيرة إلى تأكيد مسؤولين أمريكيين أنه فقد 50% من مناطق سيطرته في العراق و20% في سوريا.

ولفتت المجلة، في تقرير نشر مؤخرا، إلى أن “داعش” خسر طريق الإمداد الرئيس عبر تركيا الذي كان حيويا لتدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى صفوفه.

وشددت ” foreign affairs” على أن “داعش” على الرغم من تواصل تناقص الأراضي التي يسيطر عليها، إلا أن التهديد الذي يشكله لا يزال قائما، لأنه قدم نفسه كتنظيم قادر على التكيف إلى ما لا نهاية، باستخدام تدابير مبتكرة في حركته، ردا على الضغوط الخارجية.

ولذلك تقول المجلة، فكلما تقلصت الأراضي التي يسيطر عليها “داعش” وفقد قادته بفعل الضربات الجوية الأمريكية، سيعتمد أكثر فأكثر على أعضائه “الافتراضيين” الذين يعملون في فضاءات الإنترنت المظلمة، ويتم إلهامهم وإمدادهم بالتعليمات من الخارج.

وقد خطط تنظيم “داعش” منذ مطلع عام 2015 على الأقل لعمليات كبرى ضد الغرب، وخاصة في أوروبا التي تقف على مرمى حجر منه، وبمرور الزمن بات واضحا، بحسب المجلة، أن استراتيجية التنظيم الخاصة بالعمليات الخارجية في أوروبا ليست عشوائية في أساليبها وهي متعمدة، ونظمت بعناية تحت إشراف جناح “الأمن الخارجي” للتنظيم.

وذكرت التقرير الصحفي أنه على الرغم من غموض أمن “داعش” الخارجي إلا أن محللين تمكنوا من تجميع سلسلته القيادية الهرمية، وبحسب شهادة “أبو خالد”، أحد المنشقين عن التنظيم، فأبو محمد العدناني (الذي قتل في 30 أغسطس/آب الماضي خلال معركة بحلب) كان الرئيس الرسمي للأمن الخارجي، فيما يعرف مواطن فرنسي يدعى “أبو سليمان الفرنسي” أكثر من سابقه بأنه مدير العمليات الخارجية.

وتحت سلطة “أبو سليمان الفرنسي”، مجموعة رئيسة من القادة مسؤولة عن العمليات في أوروبا وجنوب شرق آسيا، تسند لهم المسؤولية عن منطقة محددة وفق قدراتهم اللغوية وجنسياتهم..

إن تجنيد “ذئاب منفردة” يجنب المخاطر المتعلقة بتدريب وإرسال عناصر من سوريا، وباتت هذه الاستراتيجية عنصرا حاسما لتنظيم “داعش” على المستوى الدولي، بل وحرص التنظيم على الطلب من مؤيديه البقاء في بلدانهم “لفعل شيء ما هناك” بدلا من دعوتهم إلى الانضمام لصفوفه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويقول التقرير إن مثل هذه النصيحة صدرت من أحد أخطر مخططي داعش، وهو رشيد قاسم الذي نصح أتباع التنظيم في أوروبا، في شريط فيديو، بـ”تمزيق تذاكر السفر إلى تركيا”، محطة هؤلاء نحو سوريا، محرضا بقوله “الجنة تحت أقدامكم”.

وكان رشيد قاسم البالغ من العمر 29 عاما قد غادر فرنسا صيف عام 2015 للانضمام إلى “داعش” في مناطق سيطرته في العراق وسوريا. ومن المحتمل أنه من أصول جزائرية ، وبدأت ميوله للتطرف تظهر في وقت مبكر عام 2011، وعرف في السابق بشغفه بموسيقى الراب. وكان أول ظهور له في يوليو عام 2016 في شريط فيديو دعائي في “ولاية نينوى” العراقية، امتدح خلاله الهجوم الذي وقع في مدينة نيس في 14 يونيو/حزيران وتوعد بمزيد من العمليات الإرهابية في فرنسا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى