.ثلج دافىء

[review]
في السابق كانت تطاردنا  مراحل الحب التقليدي على الحيطان ،على "الذرعان"، على أسيجة مدارس البنات،  على "تابلوهات" السرفيس ، وعلى مقاعد الباصات؛ مكتوبة بخط رديء لا يخلو من الأخطاء الإملائية : نظرة ،فابتسامة ، فموعد، فلقاء..الآن تغيّر الوضع كلياً ، فقد أصبحت المراحل كالتالي : نظرة، فابتسامة، فخط شباب، فبطاقة ام 12، فخازوق  ولي الأمر.***"كيّفت" عندما تصادف يوم أمس – عيد الحب- مع عطلة الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس..لا لشيء، لكن من باب "تخريب الكيف" على معشر الحبّيبة والعشّاق و"مدّعي الرومانسية" الذين "يذبحونا" كل عام باحتفالاتهم العظيمة!!…مهلاً، فأنا لست "لئيماً" الى هذا الحد..لكن لدي إيمان مطلق  بأن الحب أعظم من "لون أو تاريخ"..هو نقاء الروح ، وروح النقاء، وهو ذلك الثلج الدافىء الذي يتساقط من القلوب في كل المواسم ..وأجمل ما بهذا الساحر العظيم ، سرّيته التي تنام على وسادة الطهارة ولا تغادر غرفة القلب ابداً..**"لا تاريخ للحب" ولا شهادة ميلاد.. لذا فإنه من الجنون أن أعلن حالة الطوارىء على "سحنتي" حتى اثبت أنّي "حبّيب" ، ومن الهبل أن أملأ "الخلوي" بذخائر الفلنتاين وأبدأ بإطلاق العيارات العشقية الى كل الذين اعرفهم والذين لا اعرفهم ،كما أنها ليست من الرصانة أن أكون شاباً طويلاً عريضاَ وأرتدي "بنطالاً أحمر اللون" محتفياً بهذا العيد ..ثم ما علاقة قلبي "ببنطلوني"؟…وما علاقة الدب القطني.."اللي مفحّج رجليه" على البترينات  بحالة الحب التي أعيشها؟ ثم ما علاقة جراباتي باحتفالاتي؟ الحب في القلب وليس عند الباعة أو شركات الخلوي..***بالأمس بيع عدد قياسي من الورد الأحمر ، والشمع الأحمر، والشبر الأحمر ، و"البلايز الحمراء"، والأحذية الحمراء ، والمالبورو الأحمر ، وشحنت الهواتف الخلوية ببطاقات أم"12"دينار  ، وأفرغت في الفضاء على شكل نزوات عابرة… فقط لنقول للعالم نحن "حبّيبه"…طيب ما فائدة كل هذا "الاحمرار" الخارجي.. ما دام الذي في صدورنا "اسود"؟..**صدقوني يا معشر "الفلنتاينيين" أن كل هذا الاحمرار لن يبقى منه بعد الزواج سوى العين الحمرا..وأسالوا المجرّب.احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى