‎سيدةُ السُكر

‎سيدةُ السُكر

#مجد_رمضان_الرواشدة

‎هذه المره ليست ككل مره …

مقالات ذات صلة

‎هذه المره أكتبْ بعدما أصبحت أماً لثلاثة أطفال …

‎لا اعتبره انجازاً بقدر ما هو نجاة ٌ وطريق ٌ طويل محفوفٌ بالعناء حتى وصلت لهُنا …

‎ادركت مؤخراً أن أغطية أبنائي زادت لحافاً صغيراً ، وملابسهم بحاجة لخزانة جديده ، عُدتُ لعيارات الحليب والكوفليات ولرائحة البودرة ، ما اجمل التفاصيل الجديدة ويا كُثر عبئها …

‎أكتب هذه المره لأنني قد اختلست ُ الوقت بعدما نام صغاري
‎ وكان بينهم وبين ( الكتله ) شحطه لكنهم غفوا ، أكتب وعيني على صغيري الجديد كي لا يفيق ويقطع حبل نومي قبل حبل افكاري …

‎أحياناً أتمنى لو باستطاعتي الهروب ليوم ليومين ارتاح قليلاً من ضجيجهم وأعود ، هذا بيده واجب وهذا يبكي وهذه تريد قصة قبل النوم ، ليتني بألفٍ يد كي ألبيكم …

‎صراخي عليهم يفوق صراخهم وتوصياتي لهم تفوق طلباتهم ، اغلبهم بكل شيء ، سوى ذاكرتهم سرعان ما ينسون يهرعون علي وكأنما لم أوبخهم لحظة …

‎أتساءل ماذا بقيَ بذاكرتنا من صورٍ حين رحلت #أمي

‎بلى في ذاكرتنا ، كوم المعجنات الذي تنتقي أجمله للناس وتبقى لنا الصواني المحروقة ، في ذاكرتنا مرتباناتُ المربى يبقى لنا أقلها وتوزع أكثره ، في ذاكرتنا المصروف الذي تضعه زيادة حين نكون برحلة مدرسية ، في ذاكرتنا رحلة المرض التي كان بطلها وطبيبها أبي ، في ذاكرتنا صرير أسرة المستشفيات حين يُكتبُ لها دخول ، في ذاكرتنا ضجيج الناس وهم يقولون المرحومة ، في ذاكرتنا عواطف بكلِ ما فيها بكرمها وبعطائها ، وبكل صفاتها ، على العهد باقون نصل حتى من قطعنا ، ولا نقطع حبل الوصل كما كنتِ وكما تمنيتي .

‎ذاكرتي ليست كذاكرة أطفالي ، لقد فارقتيني وأنا كبيرة ، لا أنسى الألم بحبة ملبس ، ولا أغفو بعد قرصة أذن .

‎ذات مرةٍ ومن فرط أناقة أمي …

‎كانت تمشط شعرنا صباحاً وتبلله بالماء كي تكون دقيقه بالخصل والتمشيط ، يوماً ما ولسرعة الحياه سرحتنا بماء ٍ عليه سُكر كانت قد غلته لفنجان قهوتها ، لقد مضى على هذا الحدث أكثر من عشرين عام ولا زلت أذكر زعلنا يومها لأن فقره التمشيط فيها شد وحزم وانضباط وحين تعاد التمشيطة يرافقها كفُ بسيط لا بهدف العقاب بل بهدف عدم لف الرأس كثيرا …
‎عودي يا أمي وأمشطي الشعر بشمع العسل ان اردتي فلن نزعل ،، عودي وكرري واضربي كيفما شئت وأينما أردتي ….
‎إنك لستي #ست_الحبايب أنتي سيدة السُكر سيدة الذاكرة التي تعلمنا منها كل جميل ، كما نحن كما تركتيني كل شيء فينا يشبهك يا سيدة ًدُهشت الحياة من طيبتها وجعلتها تأفل باكراً …

‎في هذه الحياة يا أمي نعوم في محيط كبير …

‎كل شيء يشبه المحيط إلا نحن لا نشبه السمك لا نتقن العوم بدونك ولا نملك ذاكرة سمك تنساك …

‎كل عام وأنتي سيدة الذاكرة وسيدة السُكر ، وسيدة كل المواقف التي لا حل لها بدونك …

‎رحمك الله يا أماً ما فرحنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى