د. محمد بني سلامة يفتح الغطاء عن علبة الترقيات الجامعية

الدكتور محمد بني سلامة يفتح الغطاء عن علبة الترقيات الجامعية.
د.فلاح العريني

كرجل قانون ومتابع للشأن السياسي على المستوى الداخلي، ومراقب عن كثب لشوائب الفساد التي تتمردغ بين طيات النصوص القانونية، اعلم علم اليقين ان الفساد اصبح جزءا من مفهومنا السياسي والاداري والاقتصادي وكذلك الاجتماعي، واعلم أن للفساد صور وألوان بعضها قاتم والاخر زهي مخادع، وأعلم ان الفساد والاستقواء يجري وفق النصوص القانونية الآمرة منها والمكملة، ولكن الذي لا اعلمه وقد اجهله ولربما لم يستوعبه عقلي البسيط الذي مازال يؤمن بِشِرشِ الحياء رغم فداحة السلوكيات التي تتبعثر امامي كل يوم وانا اطالع صفحات التواصل الاجتماعي ومايصلني من الغيورين على هذا الوطن والمدمنين عليه حبا وشغفا، لم استوعب ماجاء على لسان رجل السياسة وفقيه التكوين العلمي استاذنا د.محمد بني سلامة وهو يكتب على صفحته الفيسبوكية عما جرى معه خلال مسيرته الاكاديمية التي سعى من خلالها لتطوير ذاته والحصول على الترقية بابحاث حقيقية ورزينة وليست سوقية تباع وتشترى بالدرهم والدينار..
كانت الصاعقة وانا اقرأ ماكتبه هذا الرجل الهادئ، حتى راودني الشك فيما كتب، خصوصا اننا في دولة مؤسسات ومهما بلغ الفساد والاضطهاد فلن يصل الى تلك الحالة التي تحدث عنها هذا الرجل..
د.بني سلامة لم يروِ لنا قصة عن قول قيل، بل تكلم عن قصة هو بطلها وهو ضحيتها وهو الفيصل فيها..
لم اكتفي بقراءة منشوره فحسب، بل كرجل قانون وضعت نفسي في مواجهته، ونصبت نفسي ممثلا للحق العام، وكان لزاما التواصل معه والسماع منه، لان ماتفضل به لايمكن السكوت عليه، واقصد لايمكن السكوت على د.بني سلامة، ان كانت حروفه قد جانبت الصواب واعتراها الخلط، رغم ان الرجل قال:
انا اتحمل المسؤولية القانونية والجزائية والاخلاقية عن كل حرف خطته يدي..
فهيا بنا نتصل مع د.محمد بني سلامة، لازالة الغموض ولعل وعسى ان يكون ماكتبه في لحظة غضب او كان جائعا او حذاءه ضيقا..
نعم..
تواصلت معه واكد لي انه كتب كل حرف وهو بكامل قواه العقلية وحالته النفسية تسمح له بالقضاء لو كان قاضيا..
بني سلامة، اخبرني الرواية كاملة مدمغة بالصور وبرقم القرار الصادر عن محكمة العدل العليا، واسماء الابحاث وجميع الادلة والبراهين..
نعم اخبرني وزودني بحقائق جعلتني اعجز عن الظن بهذا الرجل وتقديمه للقضاء بعد الظن عليه وان بعض الظن اثم كبير..
فمن المجرم؟ وما الجريمة؟ ومن يقوى على السكوت؟ ومن المستفيد ومن المتنفذ؟ وهل يوجد من يقوى على عرقلة القانون؟
نؤمن بالقضاء الأردني ونزاهته، ولكن كل قضية لابد من تحريكها من قبل الادعاء العام ان كانت تحتوي على الحق العام الذي يمس امن المجتمع وسلامته..
ماهي القصة التي جاء بها اليوم د.محمد بني سلامة؟
تقدم د.محمد بني سلامة حسب ماقاله لي وحسب ماشاهدته من ادله، بطلب ترقية الى رتبة استاذ مشارك، وبعد مدة جاءه الرد برفض الترقية لعدم الموافقة على الابحاث من قبل المحكمين الخارجيين، وآمن بني سلامة بقدره، واحترم القرار، والقى باللوم والتقصير على نفسه..
بني سلامة لم ييأس وتابع النهج، اعاد كتابة ابحاث اخرى بعدد يفوق المطلوب منه للترقية، حيث تقدم بإحدى عشر بحثا للحصول على الترقية رغم ان المطلوب فقط خمسة ابحاث..
ياللصاعقة.. الى هذا الحد كانت ابحاثك يابني سلامة ضعيفة لدرجة ان تم ركلها مرة اخرى وعلى ذمة مجلس العمداء الذي صرح برفض الترقية لعدم حصول الابحاث على موافقة وقناعة الباحثين الخارجيين مرة أخرى..
شو قصتك يابني سلامة؟
ان ترفض ابحاثك مرتين فهذا يعني ان هنالك مكمن خلل وعيب علمي واضح وجلل..
بالصدفة علم دكتورنا الباحث عن الترقية على معلومة مفادها ان ابحاثه في المرة الثانية كانت موافق عليها من جميع المحكمين الا ان ادارة الجامعة والمعنيين فيها اخفوا الامر عنه..
بني سلامة وعلى لسانه اخبرني بأنه توجه للقضاء العادل وقام بتقديم البينات وبعد التحري توافقت اقواله مع الواقع، فطمس الترقية كان متعمدا، من خلال تقديم وثائق مزورة، ولقوة قضاؤنا ونباهة العدالة استطاعت المحكمة كشف التزوير والحصول على الوثائق الحقيقية التي تثبت احقية بني سلامة بالترقية..
وحكمت محكمة العدل العليا له بذلك وابطال قرار الجامعة السابق والقاضي بعدم الترقية وكان ذلك بموجب قرار محكمة العدل العليا رقم 16 الصادر في الدعوى رقم 491 /2012بتاريخ 12 /6/2013 ).
الى هنا الحكاية يستوعبها العقل، واستوعبتها انا بحكم ان القضاء انتصر لبني سلامة، لكن الأمر الخطير والجلل ان بني سلامة كان مستحقا للترقية منذ محاولته الاولى وليس الثانية فحسب، حيث تمت الموافقة على ابحاثه من قبل المحكمين عندما تقدم للترقية في المرة الاولى، وتم طمس القرارات واخفائها عن بني سلامة ليعود محطم الارادة ليكتب ابحاثا جديدة كلفته الجهد وما تبقى له من صحة..
هذه القصة يجب الا تمر مرور الكرام، فجامعاتنا في خطر وهوس شديد، ويجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بملكية العقل وارادة الضمير، فلايجوز عرفا ولاقانونا ولاخلقا اساءة استعمال السلطة، وتصفية الحسابات الشخصية على حساب العقل والانتاج العلمي..
كيف يمكن للترقيات ان تكون مزاجية وتصفية حسابات كما حصل مع ضحية التعسف استاذنا الكبير د.محمد بني سلامة.
الى متى تبقى جامعاتنا محتلة من قبل فئة استحوذت وتجبرت على منابع العلم وهيبة العلماء؟
كيف لقادة التعليم العالي الصمت على هذه المجزرة الاخلاقية التي ارعبت كل من قرأها وسمع بها؟
مثل هذه القصة يجب الا تمر مرور الكرام، بل يجب فتح ملف القضية والاستماع لكل ذي مصلحة واعادة الهيبة لمؤسساتنا التعليمية من جديد..
فحق المجتمع الاكاديمي ان يعلم من هم اباطرة التعليم بحق، ويعلم حقيقة الرتب الاكاديمية، وهل هي عن استحقاق او مكرمات وهبات؟
كل هذه الاسئلة ان بقيت طي الكتمان تعد شوكة في خاصرة التعليم، وسخرية تتناقلها الاجيال حول هذا الخطأ الفادح الذي لم اجد له اي مبرر الا القصاص ممن اورثونا بعلمنا العدم..
والان دعوني اطرح عليكم الملاحظات التالية:
أولا: ماذنب د.محمد بني سلامة ان يكوي نيران الشكوك قدراته وهو البارع في علمه والمؤلف والخبير والقدير في زمن تضاءلت فيه روح العطاء، بعد ان اوهموه ظلما بعدم قدرة ابحاثه على ترقيته؟ واضاعوا جل عمره لعيد ابحاثه وهم له بالمرصاد.
ثانيا: إذا كان هنالك من يستحق الترقية وقد حرموه من ذلك زورا وبهتانا، فهذا يجعلنا نقول ان هنالك ممن ترقوا لم يكونوا اصلا اهلا لذلك، فمن يملك القدرة على سرقة الحق، ضمنا يملك قدرة تجيير الحق لغير اهله..
ثالثا: ماذا لو فتحنا قضية سرقة الابحاث، والاستعانة بالغير لكتابتها؟
اليس ذلك باعلى مراتب العيب على وجوه لمسنا فيها لقب الاكاديمي والخبير؟
رابعاً: ماذا عن الأضرار النفسية والمعنوية التي لحقت ببني سلامة وباسرته نتيجة رد ترقيته، إضافة للإساءة لسمعته العلمية بين زملائه وطلابيه ومكانته الاجتماعية؟
بربكم انصفوا Mohammed Bani-salamah، واضربوا بيد من حديد كل من سولت له نفسه العبث بصروح العلم ورجالاتها..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى