#ديك بنايتنا و #الملائكة
يقطن الكاتب في الطابق الرابع من بناية مؤلفة من 16 شقة ويحرسها ويقوم على خدمتها شاب مصري ضخم الجثة يزيد طوله عن 175 سم لكنه لا يقرا ولا يكتب .
ومع أن صديقنا هذا الحارس السيد رمضان يتمتع بكل تهذيب وكياسة وطيبة إلا أنه لا يملك الكثير ولا المتوسط من الثقافة العامة ربما بسبب ظروف المعيشة الصعبة في بلاده في الصعيد المصري .
وقد حصل أن وجد الكاتب على سطح البناية ديكا يصدر صيحات مزعجة تارة ويرش درجات الدرج بفضلاته تارة اخرى وكثيرا ما يتمشى أمام شقتي الأمر الذي أخاف ابنتي وازعجها فأشتكت لي من أمر هذا الديك و”طربوشه ” الاحمر الذي يعلو راسه قائلة أنها سمعت أن الديوك تنقر من يصادفها من البشر وأن هذا الأمر يخيفها راجية مني أن أطلب من الحارس رمضان أن يربطه أو يتصرف به ظنا منها ان الديك للرجل بعد أن كان الرجل قبل بضع سنوات قد ربى عدة دجاجات على سطح البناية وخزن خبزا يابسا لها.
بدوري راجعت حارس البناية صديقنا رمضان ونقلت له شكوى إبنتي فقال :هذا الديك
لأبي محمد في الطابق الأول وأنه هو الآخر منزعج من الآثار السيئه من أوساخ يتركها هذا الديك على درجات الدرج ورجاني أن أطلب من أبي محمد أن يمنع ديكه من الحركة.
لم أجد من بد من مراجعة جاري أبي محمد وبيان خوف إبنتي من ديكه الذي يمرح في طابقنا دون حسيب او رقيب كما يسرح ويمرح العدو الصهيوني في سماء العرب وأرضهم دونما رادع حقيقي .
رد صاحب الديك قائلا :هذا الديك وجدته في الطريق فأشفقت عليه وأخذت أطعمه من بقايا الخبز والأرز إلى أن يكبر قليلا كي أتناوله في وجبة شهية. اعدك يا جاري أنني سأربطه وقريبا سوف أنهي وضعه
إن شاء الله.
لكنني في اليوم التالي وجدت الديك يسرح ويمرح امام باب شقتي بينما راحت ابنتي تتمترس خائفة في آخر غرفة من غرف الشقة ظنا منها أن الديك قد ينفذ الى داخل الشقة.
في أثناء خروجي وجدت صديقنا رمضان وشكوت له ثانية من أمر الديك وقلت له :يا رجل خذ الديك وأطبخه ولا أحد شاف ولا من احد درى!
رد رمضان: لكنني لا
أضمن عدم صراخ الديك وأنا لا أريد” وجعة رأس “مع جارك أبي محمد ويكفيني معه مناوشات ليله السبت وما أدراك ما ليلة السبت عندما يأتي دورنا في المياه مرة كل أسبوع .
قلت لرمضان: وما هو الحل ؟قال :الحل عند أبي محمد .
بعد اسبوع قابلت رمضان وقلت له :ما اخبار الديك؟ رد علي: ما يزال يسرح ويمرح ويهلل ويكبر!
قلت له :كيف؟
قال: أقنعني جارك أبو سيف سائق التاكسي أن الديك إذا صرخ فإنه يرحب بالملائكة
وهذا مؤشر خير وبشرى سارة وأن عمارتنا تتبارك بصوت الديك وأن الشياطين
لم ولن تقترب من بنايتنا!
بدوري لم أتعاط طويلا بالحديث مع رمضان فقد بان لي أن الرجل مقتنع تمام الإقتناع بما قاله له أبو سيف ولم يكن من بد بعد أن تأكدت شخصيا أن صاحب الديك لن يذبحه قريبا وأن الحل الوحيد هو واحد من اثنين إما أن أخطف
أنا الديك وأتصدق به على عائله فقيرة كي
أخفف عن نفسي نتائج السرقة وإما أن أترك الديك يكبر ويهلل ويسرح حسب ما يعتقد جاري أو سيف وحارس العمارة رمضان ذلك أنك مهما قطعت من أشواط في العلم والتعلم فلن يمكنك أن تؤثر في اقرب المقربين لك من حيث تغيير قناعاته أو إجراء تغييرات ولو بسيطة في سلوكياتهم وقناعاتهم وسبل حياتهم الخاطئة