خنفس البادية …… والفيل المهرج / جهاد احمد مساعدة

خنفس البادية …… والفيل المهرج

يقال أن هناك علاقة بين خنفس الروث واحد الفيلة جمعتهم مصلحة ما، فقاموا بتأليف عصابة من الأقزام لاستعراض البطولات والقدرات التي يمتلكها كل منهم.
ولكن ما هو خنفس الروث : هو نوع من أنواع الخنافس تتغذى حصرا على الروث أو البراز، وأول المهام الوظيفية لهذا الخنفس كانت في سهول حوران، وكانت مهمة عمله التحليل، وذلك لكونه يمتلك القدرة على التخلص من الروث، ولفه إلى كرات مستديرة، ومن خلال عمل هذا الخنفس أصبح له علاقة وطيدة بينه وبين الفيل المهرج والذي كان يعمل حارس على تلك السهول، فأصبح هذا الفيل يتغذى على الروث بعد تحويله إلى سماد بواسطة ذلك الخنفس.
وبعد فترة من الزمن أصبح لخنفس الروث القدرة في العيش بالصحراء ( البادية) ، فتم نقله ليتولى مهام عمل جديدة في عمليات التحليل، فبدل أن يقوم بما أوكل له من عمل لتحليل مخالفات الحيوانات أصبح يروج لنفسه على انه قائد متمرس، ووضع لنفسه مهام جديدة، فعمل على تأجير المكان الذي يعمل فيه، إلى خنفاس أخرى بدراهم معدودات ليضعها بجيبه الخاص، واستمر عمل الخنفس في البادية حتى أصبح محترفا في إتقان عمليات الفساد، فشكلت له لجنة تحقيق لدراسة قضية الفساد، وكون رئيس هذه اللجنة من فصيلة الخنافس تم طبطبة القضية وأصبحت في طي النسيان، ولكن فجأة ودون سابق إنذار تم إحالة رئيس اللجنة وذاك الخنفس إلى التقاعد، فقام ولم يقعد، وغضب وزمجر، وأصبح يهرف بما لا يعرف، وكونه قائد متمرس استدعى الفيل المهرج والقادة الأقزام من فصيلته لينصروه ، فاجتمعوا وهددوا وتوعدوا كل من قام بهذا العمل، ولكن ما طغى على هذا الاجتماع وجود الفيل المهرج.
وكالعادة وفي كل اجتماع يستعرض هذا الفيل عضلاته وقدراته في التهريج فأصبح هذا الفيل يجيد عملية التهريج في سبيل إضحاك الخنافس، فوضع الفيل المهرج على وجهه المساحيق الصارخة، وارتدى اللباس الفضفاض حتى لا يظهر للجمهور كرشه المتعفن، ولكن تلك الملابس التي ارتداها لم يستطيع بها إخفاء علامات الغباء والبَلَه على وجهه.
وخلال عملية الهرج استعرض هذا الفيل قدراته أمام الخنافس ، فركب على ظهره المهرجون الصغار، واستعرض لهم كيف يستخدم خرطومه الطويل في أكل الكباب، وبطولاته في إكمال النصاب، وفن التسول على الأبواب، وكيف يمتلك لسان بذيء ، وكيف يجيد فن الشحدة مستغلا نفسه بأنه يتيم، وبعد أن قام الفيل المهرج بحشو بطنه بالكثير من أطايب الطعام، قام بتفريغ الحمولة أما جمهور الخنافس.
أدهش جمهور الخنافس بقدرات الفيل المهرج وأصبح موضع إعجابا لهم، وفي نهاية الاجتماع طالب جمهور الخنافس خنفس الروث ( البادية)، للقيام بمهامه الطبيعية في تحليل روث الفيل، وطالبوه ان يطور قدراته في الهرج لأن باب السيرك ما زال مفتوحا للمشاركة فيه.
قام خنفس البادية غضبان أسف من كلام الجمهور، فبصر بهم، ثم عبس وبسر، وأعلن للخنافس أنفاصله عن الفصيلة وعوى بأعلى صوته انه الواوي ، رافضاً القيام بالمهام السابقة، وان من مهامه الجديدة هو الصياح في المساء والصباح، وأعلمهم أنه يجيد أكل الفئران والخنافس وما يهيم بالصحراء من حشرات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى