خاطرة الصباح
معقول ان هذا #الكون الفسيح الذي لا تدرك أبعاده، ولا يعلم منه إلا الاقل، ولا تشكل المجرة التي ننتمي إليها إلا نقطة في بحره ،والمجموعة الشمسية إلا ذرة في النقطة تلك، والأرض إلا بعض اجزاء تلك الذرة، والإنسان اقل من كل ذلك وأصغر، وعمره وان طال اتفه واهون، ورغم ذلك سيحاسب الإنسان على أعماله ،ويدخل بها جنة او نارا. ؟!
حسنٌ. إذا كان الأمر كذلك، إلا يدهشك أن ذلك الكم المهمل الذي هو الإنسان، في ذلك الكم المهمل الذي هو الارض، في ذلك الكم المهمل الذي هو المجموعة الشمسية التي هي في ذلك الكم المهمل الذي هو مجرة درب التبانة، التي هي ذلك الجزء المعلوم من الكون، ومع ذلك يستطيع اي #الإنسان أن يدرك كل ذلك. ؟ هل يقبل عقل الإنسان أن واحدة من البكتيريا التلسكوبية تستطيع أن تدرك انها في خلية في نسيج في جسم في أرض في مجموعة شمسية. ؟ ان نسبة الإنسان إلى الكون اصغر من نسبة واحدة البكتيريا إلى المجموعة الشمسية. لا يقبل عقل الإنسان ذلك. فكيف يدرك هو كل هذا الكون. اليس ذلك بسبب خاصية معجزة بالإنسان والا فهو في الكون احقر من واحدة البكتيريا في المجموعة الشمسية.
واذا كان الانسان يدرك انه في الحقيقة بتلك التفاهة من حيث الحجم فلماذا ،ان كان صادقاً، يعبأ بنفسه او بعمره او بموته او بحياته. وما هو ذلك الحرص على الحياة والصراع على امتلاك متاعها وطلب لذاتها والاعتداء على غيره لتحصيل كل ذلك.
كلما زاد تضاؤل المخلوق كلما زاد الاعجاز في خلقه تماما كلما تعاظم. فلا فرق في الابداع بين صانع القطار وصانع الهاتف الذي بين يديك .
وفي الارض ايات للموقنين. وفي انفسكم افلا تبصرون.
اعتذر إلى غز ة. اكتب ولم يغب عن الذهن لا أطفالها الجوعى ولا نساؤها الثكلى ولا شيوخها الجرحى.