نهبتونا بس لا تستهبلونا!!! / د . ناصر نايف البزور

نهبتونا بس لا تستهبلونا!!! يُروى أنّ لصاً دخل أحد المنازل و سرق ما فيه من مال! و كانت نعاله مُتّسخة بالطين مما أدى إلى اتّساخ البيت! و أثناء خروجه من الباب، كعادة اللصوص الوقحين، قبض عليه صاحب المنزل؛ و ظنّ اللص أنّ مصيره بات سوء الوبال؛ لكنّه تفاجأ عندما سمع صاحب المنزل يصرخ في وجهه و يوَلوِل: “الله أكبر… البيت و سرقته…ماشي الحال…بس فايت على البيت بدون ما تشلح الكندرة” 🙁 فتنفّس اللص الصعداء و وعد صاحب المنزل بتنظيفه شخصياً 🙂
هكذا يكاد يكون حالنا مع حكومتنا أطال الله عمرها!!! رفعت الحكومة الأسعار و زادت الضرائب بشكل جنوني…و الشعب يولول و يصرخ: قاطعوا البيض…. قاطعوا شركات الاتصال لمدّة يوم….الخ…الخ…الخ!
يا سادة، أنا مع مبدأ المقاطعة و لكن يجب أن نعي و نحسب أولويات المقاطعة و أساليبها و نتائجها بالدقة! حتّى لا يتم استهبالنا و يكون حالنا كحال صاحب المنزل مع اللص!
أكاد أعتقد و أجزم أنّ الحكومة تقوم بترويج مثل هذه الحملات البريئة في المقاطعة لتشتيت انتباه الشعب عن فداحة المصائب الأخرى تطبيقاً لسياسة “شوف العصفورة” التي تستخدمها مع الأطفال… والله إنَّ كارثة رفع أسعار المشتقات النفطية لهذا الشهر وحدها … وحدها… وحدها بلغة الأرقام تفوق حجم رفع سعر البيض و تعرفة الاتصالات على مدار عشرات السنوات!
و طبعاً ستقوم الحكومة بنفس منطق ذلك اللص بالتكرّم و المن على الشعب بعدم رفع سعر اسطوانة الغاز…و عدم فرض دينار على بطاقات الاتصال… 🙂 و يكون الشعب قد خسر عشرات الملايين نتيجة الفرق في فاتورة اللبنزين و الديزل و ما يترتّب على ذلك من زيادات في أسعار مئات السلع المتدرحجة ككرة الثلج!!! و الله أعلم و أحكم….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى