شعراء اردنيون وعرب في رابطة الكتاب

سواليف
محمد الاصغر محاسنه / عمان
ضمن فعاليات مهرجان جرش اقيمت امسية شعرية شارك بها شعراء اردنيون وعرب في رابطة الكتاب الأردنيين في عمان .

الأمسية التي ادار مفرداتها الشاعر سعد الدين شاهين وبمشاركة بمشاركة كل من الشعراء : عيد النسور وايسر رضوان من الاردن وعبدالسلام العطاري من فلسطين ومن اليمن الشاعر ياسر الحمادي وعازف العود الموسيقي أنور الأطرش الذي رافق القراءات بالعزف على العود. الشاعر الفلسطيني عبد السلام عطاري، الذي قرأ العديد من القصائد، منها قصيدة بعنوان “بعد الحرب”، وفيها يستشرف ماذا سيفعل الشاب بعد انتهاء الحرب هو وحبيبته، سيجلسان على رصيف المدرسة، ويستعيدان تلك الحكايات. تقول القصيدة:
“بعدَ الحَربِ يا حبيبتي/ سنجلسُ على رصيفِ المَدرسة/ حيثُ كُنّا ذاتَ يومٍ هناك/ نعيدُ كتابةَ أسماءِ أطفالنِا/ طِفلانِ جَميلانِ،..، قُلنا/ والثالثُ إنْ كانَ صُدفةً../ سيكونُ مُتعةَ صَباحِ/ صَحوِنا المتأخرِ مِنْ عُمرنا/ بعدَ الحَربِ يا حبيبتي/ سنعيدُ رسمَ بيتِنا على التُّرابِ/ بِغُرفتينِ وصالةٍ للضيوفِ الكُثر/ ولمَبيتِ أمُكِ الذي سنعتادُ عليهِ/ ومصطبةً لأمي كَي تَفردَ زعترَها/ وتُعدُّ أَرغفةَ الزَّيتِ / وتَعجنُ خُبزَنا بعينِ حُبِّنا/ وقَلبِها الضَّحوك”.
ثم يخبرنا العطاري في قصيدة “تيماء” كيف تنسى الضحكات وفي حلكة الليل تغيب النجوم. تقول القصيدة:
“تُنْسِيني ضَحِكاتُكِ يا تَيْمايَ/ بَعضَ هُموميَ/ وتَطْرُدُ مِنْ ذاكِرَتي أيامًا/ ما زالتْ تُوسِعُني ضَربًا/ وتسألني: مَنِ انتصر؟/ أنسى أنَّ سَمائِيَ داكِنةٌ/ لا نَجمَ يُضِيءُ حُلْكَةَ لَيلِي/ وأرضِي بائِسةٌ غَطَّاها الشّوكُ/ ما عادَتْ تُزهر./ أنسى يا تَيْمايَ بينَ يَديْكِ/ أني طَريدٌ في أرضي/ أني زَرَدَةٌ في قيدِ حصارٍ وحشيّ/ وأنَّ دمِيَ هو الأرخَصُ بينَ دِماءِ البشرِ/ وتَعلو ضَحِكَاتُكِ يا تَيْما/ فَيَتَراقَصُ قَوسُ قُزَحٍ على وجه السّماءِ/ وتنعسُ الغزالةُ على جَبينِكِ/ وأرسُمُ بينَ يَديكِ خَريطَةَ وطني/ وأغرقُ في دُنْياكِ/ وبينَ دُماكِ ودَفترِ دَرسِكِ…”.
وقرأ الشاعر يحيى الحمادي الحاصل على جائزة عبد العزيز المقالح للابداع الادبي 2012، وجائزة رئيس الجمهورية للشعر 2013، كما فاز بالمركز الأول في برنامج صدى القوافي على الفضائية اليمنية العام 2014، ليحدثنا عن وجع اليمن وما يحصل فيها من دمار. جاء نيثر حكايات الوطن الذي كان سعيدا وأصبح مثقلا بجثث الاطفال التي مزقتها الحروب، فيسأل: ما الذي حدث في البلد السعيد، ولماذا اصبح غير سعيد. تقول القصيدة:
“ورَمَى يَدِيْ!/ فَهَمَسْتُ: ما الخَطْبُ؟/ قالَ انتَظِر/ فَلَقَد دَنَا القُربُ/ وأَشَارَ لِي ببَنَانِهِ حَذِرًا:/ مِن ها هُنا../ ونَأَى بهِ الدَّربُ/ وإِلى الدُّخَانِ عَدَوتُ/ يَتبَعُنِي قَصفٌ/ ويَسبقُ خطوَتِي ضَربُ قَلِقًا../ أُقَلِّبُ ناظِرَيَّ، وبي/ وَطَنٌ عَلَيَّ جِراحُهُ تَحبُو/ ووَصَلْتُ../ وانكَمَشَ الفَضَاءُ فلا/ شَرقٌ يَلُوحُ بهِ”.
ثم قرأ قصيدة بعنوان “عراقيب”، التي يقول فيها:
“لَقَد استَقَامَ العالَمُ المَقلُوبُ!/ يا ذِئبُ
يُوسُفُ أَنتَ؟/ أَم يَعقُوبُ؟!/ وأَشَرتُ لِلوَطَنِ البَعيدِ مُعاتِبًا:/ ذَبُلَت مَحَاجِرُنا/
متى سَتَؤُوبُ؟!/ وسَكَتُّ/ والشَّفَقُ استَدَارَ مُوَدِّعًا/ كَدَمٍ عليهِ قَتِيلُهُ مَسحُوبُ/ كَسَرَت عَصَايَ قصيدتِي/ وكَسَرتُها/ فَأَنا إذا انكَسَرَت عصايَ غَضُوبُ/ وَجَعُ الأَحِبَّةِ – يا أَحِبَّةُ – مُوجِعٌ/ وأَنا بِكُم/ فَتَبَخَّروا/ أَو ذُوبُوا/ ما بين أُغنِيةٍ تَمُوتُ ووَردَةٍ/ سَتَمُوتُ”.
ومن الاردن، الشاعر ايسر رضوان، حيث قرأ قصيدة بعنوان “صرة الرؤى”، والتي يقول فيها:
“وكان ابوهما صالحا/ يخبىء ما تراءى لعينيه خلف ماء عتيق/ فإذ كبر الحلم يوما في قلبيهما/ جاءا كـ من لا يعرف ان الماء يجري/ او ان الماء يجف/ حتى في عيني العاشقة/ هما لا يعرفان ان الواد المقدس/ لا ينام/ وان الغربان لم تمت في الحريق/ هما فقط اخر ما تبقى من دالية تبحث عن الرؤيا/ في جدائل الكون المعتمة/ سراب على سرب الحمام/ وكان ابوهما يدرك ان الماء يريد ان يحف/ بين الارض الواحدة”.
ثم قرا قصيدة بعنوان نتبع الانبياء. ولا نكره التتارّ، وفيها يقول الشاعر:
“يرحلون/ كانهم لا شي يغربون/ لا يذكرون ماتركوا من رائحة البرد / في ثيابنا/ وكنا نصعد نحو القمح المعلق/ في خاصرة الحمام/ لنخبيء التاريخ تحت قاماتنا الكاذبة/ نحن لم نكذب على الريح كي ننجو من الغبار/ ولم نولد في الرمال مثل خيبة القطيع/ خلف الرعاة/ انجبتنا امراة تغرف السراب من زاوية البيت/ لنشرب/ كانت تكنس ما تيسر لها من فتات حماقتنا”.واختتم الشاعر عيد النسور، فقرأ قصائد قصيرة، منها قصيدة يقول فيها:
“منذ بدء الخليقة لا تجرح زهو النجوم/ ولا الغيم يطفئ الشمس الحياة/ ومذ عاد قابيل ملها دماء اخيه وحلمه الطير ودفن الموتى/ ومذ راح هابيل يروى”.
كما قرأ قصيدة أخرى بعنوان “خطيئة”، وبعد ذلك قدم الموسيقى انور الاطرش مقطوعات موسيقية، ثم وزع رئيس الرابطة محمود الضمور الدروع على الشعراء المشاركين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى