وزير سابق …..!!
بعد رسالته التي وجهها للحكومة الجديدة واسدى من خلالها النصح لهم قرر أبو محمود أن يكمل واجباته البروتوكولية بزيارة الوزراء الذين خرجوا بالتعديل الأخير لمواساتهم، ومعرفة رؤيتهم المستقبلية بعد أن أصبحوا عاطلين عن العمل.
التقيته بعد أن أكمل جولته وسألته بلهفة عما حدث خلال لقاءاته مع الوزراء السابقين فحدثني بدهشة عن مفعول كلمة «سابق» عندما تضاف إلى كلمة وزير وما فعلت بمن خرجوا من الحكومة فقد وَجدتُ أغلبهم وقد تنامى الشعور الإنساني لدى معاليه وتحدثوا عن ضرورة مراعاة العوامل الإنسانية في إدارة المناصب، وأهمية تفعيل الرقابة الإدارية والمالية ومحاسبة كل صغيرٍ وكبيرٍ في الوزارة، والضرر الفادح الذي تلحقه المحسوبية بما تشكله من خطر على العدالة وأهمية سياسة الباب المفتوح وتفعيل النقد البناء ودورها في تواصل الوزير مع الشعب. قاطعته فوراً وسألته:
لماذا لم يطبقوا ذلك أثناء توليهم المناصب؟!… تجاهلني… وأكمل المهم يا صديقي أن أغلبهم الان سيغتنموا فرصة الشهر الفضيل ليلبسوا لباس التقوى ويعدون العدة للعودة للمناصب العليا بين طامح برئاسة وزراء ومعبدٍ طريقه نحو القواعد الشعبية بالإنسانية والكرم المبالغ فيه بشعاراتٍ تنامت عنده عندما أضيفت إليه كلمة سابق بعد لقب وزير معتقداً أنها ستكون كافية لإيصاله إلى قبة البرلمان في الانتخابات القادمة ذلك المفتاح السحري لكل أبواب الدولة المغلقة معتمدا على الذاكرة السمكية للمواطن الغلبان الذي يركض خلق لقمة العيش…
يونس الطيطي
