ميلة ..! / كامل نصيرات

ميلة ..!
حاولتُ إقناع زميلتي الصحفية رنا حدّاد بالنطّ عن مقالتي لهذا اليوم لأنني لا أشعر برغبة في الكتابة ؛ ولكنها بأسلوبها الساخر المعتاد حرّضتني على الكتابة ولم تقبل بأن تنطّ..والجميل أنها حددت لي الموضوع الذي يجب أن أكتب فيه ..ولا أعرف لماذا عاد ذهني إلى أيّام المدرسة و أستاذ العربي يفرض علينا موضوع التعبير وكنّا نطيع صاغرين.!
ما علينا ..المهم الموضوع ليش ما نربح جوائز رغم إننا (شاطرين) في التمثيل ..تمثيل في الحب و تمثيل الخير و تمثيل في السعادة ..و ختمتها (رنا) بالتمثيل في الفهم ومع ذلك مضحوك علينا ..!
للصدق ..وللوهلة الأولى انخدعت بكلامها و تساءلتُ تساؤلها ..ولكنني حين واجهتُ نفسي بالحقيقة و ضغطتُ على نفسي قليلاً و أقنعتها أن الشطط مش لابقلها ؛أدركتُ جواب السؤال و الذي لا أعرف مدى موافقة رنا عليه أم أنها ترفضه رفضاً قاطعاً و سترمي بوجهي كلمتها المعتادة (ميلة) ثم تولّي هاربة كي لا ترى ردة فعلي..!
ببساطة صديقتي : لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..! ببساطة نحن مجرّدون من كل شيء إلا من خرير المياه و ضجيج الطناجر ..نحن استسلمنا لقدرنا المحتوم في الكشرة و النكد و التذمر..نحن أباطرة الشكوى و أساطين الكذب على الذات ..نحن رؤوس نبحث عن كراسي تليق بزعامتنا المُدّعاة..نمضي و الفراغ حليفنا و نشدّ على يديه و في داخلنا قصص الآباء و الأجداد الذين أورثونا (العنقرة) و (الفنقرة) وكلّها على خازوق أمضى من حد السيف ..! نحن تالفون متلَفون(فتحة على اللام)..نحسب السعادة وَهْمَ لحظة ونرى الضحكة معركةً كبرى ..ونلتفّ حول الحبِّ لنكتشف أنه هزيمتنا التي تتكرّر على رأس كل فكرة..!
رنا ..ميلة تميّلنا ؛ كي تعيدنا إلى الاستقامة ..كي نسعد بشكل صحيح و كي نحب بشكل صحيح و كي (نعوجّ) أيضاً بشكل صحيح ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى