الوزير يتحدى مجددا

#الوزير يتحدى مجددا / #ماهر_أبوطير

يتحدى الوزير الإسرائيلي، مجددا، وهو الذي اقتحم المسجد الأقصى، قبل أسابيع، ويستعد لاقتحام جديد يوم الجمعة المقبلة، ثالث جمعة من جمع شهر رمضان الكريم.
ماذا سيفعل الفلسطينيون، وماذا سيفعل الأردن، أيضا، أمام تهديدات الجمعة المقبلة، حيث يستعد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ، إيتمار بن غفير، لاقتحام المسجد الأقصى مجددا خلال ما يعرف بـعيد الفصح اليهودي، والكل يدرك أن المسجد مساء الخميس على الجمعة سيشهد اعتكاف عدد كبير من المصلين، استعداد لصلاة الجمعة، فيما اسرائيل قد تقوم بمنعهم أو طردهم، أو حتى رمي المسجد والمصلين بالقنابل المسيلة للدموع، والرصاص، تمهيدا لوزير الامن القومي الاسرائيلي وجماعته، الذي يدير الشرطة، أصلا، وسط هذا المشهد.
المؤشرات تتزايد خطورتها، لأننا رأينا الجمعة الماضية، اي الجمعة الثانية من رمضان، كيف أغلقت إسرائيل الحرم القدسي، واعتدت على المصلين، وقتلت شابا فلسطينيا، في مشهد يؤكد غيظ الاحتلال من تدفق ربع مليون مصل إلى المسجد الأقصى، في صلاة الجمعة الثانية، وهو مشهد يؤكد أن سوار الحماية الشعبية هو الأول والأخير، الذي يقف في وجه الاحتلال.
بالتزامن يبرق حاخامات إسرائيليون رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، يطالبون خلالها السماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح لهذا العام في المسجد الأقصى، وأيضا تتم زيادة أوقات الاقتحام اليومية، صباحا ومساء، بحيث تم تمديد كل ساعات فترة اقتحام، وما يزال بعضنا للأسف الشديد يحذر من التقاسم الزمني، برغم أنه جرى وتم وأصبح واقعا، وليس أدل على ذلك من التدرج الإسرائيلي، من اقتحام واحد صباحي، ثم في وقت لاحق، أصبحنا أمام اقتحامين صباحي ومسائي، وحاليا تم تمديد مدة كل اقتحام، وهذا يعني أن سياسة التدرج الإسرائيلي وتجريع السم، متواصلة، فيما يمارس البعض السذاجة بكثرة التحذير من التقاسم الزمني، وكأنه لم يحدث فعليا، فيما نحن امام مضاعفاته، التي قد تأخذنا إلى ذات سيناريو الحرم الإبراهيمي في الخليل بما يعنيه ذلك.
أما التقاسم المكاني فهو مخطط مقبل، اما هدم أحد المسجدين القبلي، أو قبة الصخرة، أو حتى السطو على المساحات الفارغة، حيث يمتد الحرم القدسي على مساحة 144 دونما، وهذا سيناريو قد يكون الأقوى، بذريعة عدم إثارة الرأي العام الدولي والإسلامي، وبحيث يتم ترك المسجدين للمسلمين، والسيطرة على المساحات الفارغة لإقامة هيكل سليمان، وهذا أمر محتمل ووارد.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي تحدى الأردن مرارا في ملف الرعاية للحرم القدسي، بل وصرح تصريحات ضد تفاهمات العقبة، التي نسفها الإسرائيليون في نفس اليوم، سيعود إلى المشهد الجمعة المقبلة، في محاولة لإثبات أن السيادة السياسية على الحرم القدسي هي لإسرائيل، مثلما أن رمزية المكان وهويته ومرجعيته هي إسرائيلية، وليست أردنية، ولا فلسطينية، ولا إسلامية.
حسنا. ماذا سنفعل منذ الآن، وهل التحذيرات كافية، وهل ستمر الفترة من اليوم حتى الجمعة المقبلة، بهدوء، أم أن صندوق البارود سترتفع حرارته بالتدريج حتى ينفجر الجمعة المقبلة، خصوصا، حين يحتشد مئات الآلاف من المصلين في موقع واحد يريد الإسرائيليون اقتحامه من أجل عيد الفصح اليهودي، وهذا تزامن سيقدح الأجواء في مدينة القدس، ويأخذنا جميعا إلى كل السيناريوهات المتوقعة، وغير المتوقعة، خلال هذه الفترة الحساسة، والصعبة.
استعدوا لما هو قادم.

الغد

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى