النبالزة

#النبالزة
سهير فهد جرادات
بعد أن استغل كل #الواسطات التي يعرفها ظفر (أبو ‎الهمايم ) بالمشاركة مع ( قوات حفظ الحيوان من الصيد الجائر ) في احدى المناطق الحدودية بالقرب من جزر الواق واق .
رغم معرفة ( أبو الهمايم ) بأن ما سيقبضة من أجور واتعاب نظير مشاركتة في #قوات حفظ الحيوان لا تصل الى ثلث الاجر الذي يدفعه المسؤولون عن جزر الواق واق ، وان ثلثي اتعابه ستتم ( خنصرتها ) لصالح )الوسيط المحلي( ، الا انه من باب تحسين ظروفة المادية والاسرية المتدهورة وافق ( مرغما ) من اجل تحسين وضعه المادي، وعلى أمل سداد جزء من ديونه .
المهم ، التحق ( أبو الهمايم ) بالقوات الخاصة بحفظ الحيوان ، وقام بالواجبات (المُوكوله) إليه بكل أمانه ، من دور إنساني في الحفاظ على الحيوان من الصيد الجائر ، ولكن كونه في منطقة نائية لا تتوفر فيها المواد الغذائية ، كان يجبر وهذا ( جائز إنسانيا ) ان يصيد ما يَحل أكله وما يجوز قتله من الحيوانات ، وذلك للحفاظ على حياته.
بعد عدة أشهر ، انتهت مهمة ( أبو الهمايم ) الإنسانية ، ولملم نفسه وعاد للوطن ، وجلس في منزلة ينتظر المهنئين من أبناء ( بلدته ) بعودته سالما غانما ، ليبدأ بسرد قصصه وبطولاته في بلاد الواق واق ، ونظرا لعدم وجود صيد جائر للحيوانات ، ولقلة الموارد الغذائية تحول الى صياد ماهر ، وعندما سألة أهل بلدته عن أنواع الحيوانات التي كان يصطادها ، أجابهم بكل فخر : اول يوم اصطاد ( 5 أرانب ) و( 3 غزلان ) و( 2 نبالزه ) .. وفي اليوم الثاني : اصطاد ديكا و4 جاجات و( 5 نبالزة ) وفي اليوم الثالث : اصطاد نعامة وبقرة و( 3 نبالزة ) ، وخامس يوم اصطاد حباري وطائر الحجل والسمان ، وكمشة جراد و ( 10 نبالزة ) ، واليوم السادس اصطاد (رأسين من الأبل ) و( 11 نبليزا ) وغنمتين وسرب عصافير ، واليوم السابع اصطاد ظبيا و بطا وأوزا و( 30 نبليز ا) .. ليقاطعه أهالي بلدته ، على مهلك يا( أبو الهمايم )، كل الحيوانات والطيور التي كنت تصطادها عرفناها ، إلا ( النبليز ) ما هو ؟! صف لنا شكله !!!
عندها توقف (أبو الهمايم ) عن الكلام ، وعدل جلسته، وقال لهم : يا اخوان هذا مخلوق عجيب طويل وعريض ، وعندما يظر أمامي واشهر بندقيتي في وجهه ، يرفع يديه الاثنتين ، ويقول لي متوسلا : ( نو بليز – No please ) ، لذلك اطلقت عليهم مسمى ( النبالزة ) !!..
في كل مرة يجري فيها تحييد أبناء #الوطن #الشرفاء عن المناصب ، وتمجيد التافهين أصحاب العقول الفارغة وتعظيم انجازاتهم التي لا تندرج تحت أي منجز وطني ونتفاخر بمن لايتفاخرون بالوطن ، وعندما اشاهد أحلام الشباب لا تتعدى شارع المطار للهجرة والبحث عن مدينة الاحلام التي تحقق لهم احلامهم وامانيهم ، وعندما اسمع نداءات الاستغاثة من #الظلم والقهر لغياب العدالة والتذمر من #الفساد ، وشيوع نبرة الإحباط ونظرات اليأس على وجوه شباب الوطن وشاباته ، وكلما استهدف الشرفاء والعقلاء بالإقصاء لصالح الانتهازيين والوصوليين .
وكلما أشاهد اليأس يتملك المواطن من لعبة ( توريث الكراسي )، بعد ان انهكه القهر والظلم والجوع ، والإقصاء والتهميش ، و اشاهد الإحباط يتملكه جرّاء البطالة والفقر ، والسأم من اتساع ( الهوة والفجوة ) التي أحدثتها ( البطانة) الفاسدة المستحوذة على كل شيء .. أدرك أن أسلوب ( أبو الهمايم ) في اصطياد أبناء المنطقة اصبح امرا مقصودا وممنهجا ..
حينها تأكدت أننا أصبحنا ( النبالزه ) في وطننا ، و أصبح وجودنا ( كشعب ) يزعجهم ويضر بمصالحهم ، والخلاص منا أصبح ضرورة ملحة لافساح المجال للقادمين الجدد ..
اهلا بكم في ( #بلاد_النبالزه)..
كاتبة وصحافية أردنية
Jaradat63@ yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى