المَيْتُ نَحْنُ وأَنْتُمُ الأَحْيَاءُ…اسماعيل السعودي

المَيْتُ نَحْنُ وأَنْتُمُ الأَحْيَاءُ
إسماعيل السعودي وجهُ الشَّهيدِ منارةٌ وضِياءُ ودمُ الشَّهيدِ قصائدٌ عَصْماءُ ودمُ الشَّهيدِ تعطَّرتْ بعبيرهِ هذي الوجوهُ وهذهِ الأرْجَاءُ تَمْشِي القَصائِدُ للشَّهيدِ عَرائساً رُغْمَ الحَياءِ فمشْيُها الخُيَلاءُ هَزَّاعُ يا وجعي وبوحَ قَصَائِدي ماذا يقولُ الشِّعْرُ والشُّعراءُ أقلامُنَا صَغُرَتْ أمامَ عظيمِهَا وتَصاغرَ الأمراءُ والعُظَماءُ أنا لسْتُ ارْثِي فالرِّثاءُ لِميِّتٍ والميتُ نَحْنُ، وأنتمُ الأحْيَاءُ فإذا مَدَحْتُ فأنَّني كزُهْيرِهَا وإذا بكيتُ فأنَّني الخَنْسَاءُ في (رَبَّةِ) المجدِ التَّليدِ مواطنٌ للفخرِ والصَّبرِ الجَميلِ رِواءُ لكنَّ غيبتكَ الطويلةَ سيِّدي لا القلبُ يحملُهَا ولا الأجْزَاءُ كلُّ الدُّروبِ حزينةٌ لفراقكمْ بوحُ الدُّروبِ مَدَامعٌ وبُكاءُ
ولكمْ سألتُ عَنِ العُيونِ فجاوبتْ تلكَ العيونُ بأنَّها عَمْياءُ لَمْ تَكْتَحلْ أجفانُهَا بحبيبِهَا فتعطَّلَ الإبِصَارُ والإيحَاءُ ما فجَّروكَ وإنَّما قَدْ فجَّرُوا هذي القلوبَ، وفُجِّرتْ أَحْشَاءُ وصفي رفيقُكَ لَمْ يُبدِّلْ مَوقِفاً فاغْتَالهُ الأوغَادُ والجُبَناءُ وأنا رفيقُكَ في الشَّقاءِ وفي العَنَا ما بدَّلتني شِقْوةٌ وعَنَاءُ
الثَّابتونَ على المبادئِ هُجِّرُوا واستوطنَ الأغرابُ والعُمَلاءُ أوطانُهمْ رَهْنُ الغَّريبِ يَسُوسُها ورؤوسُهمْ تحتَ الشَّهيدِ حِذاءُ قَدْ حكَّمُوا فينا الطُّغاةَ تَسوقُهمْ في حُكْمِنا الرَّغباتُ والأهواءُ فتبدَّلتْ تلكَ الوجُوهُ بغيرِهَا وتكاثرتْ في أرضِنَا الأُجَراءُ الأردنيونَ الذينَ عَرْفتَهمْ البَيْنُ غيَّرَ قَمْحـَـهُمْ، والـدَّاءُ
لا تنكرنَّ على الحَياةِ بقائَهُمْ لا الموتُ يقبلُهمْ ولا الأحياءُ هَزَّاعُ لا ظَهْرٌ ليسندَ غُربتي كلا، وماليَ شِلَّةٌ ونِسَاءُ شُعراءُ هذا اليومِ باعُوا شِعْرَهُمْ وتحوَّلُوا مُسَخاً لها أسْمَاءُ هذا يُسمَّى شَاعرٌ لعِصَابةٍ والآخرونَ زَواحِفاً قَدْ جَاءوا إنَّ الشَّهادةَ أنْ تعيشَ قصيدتي يروي هواها في المَدى الشُّهَداءُ
هَزَّاعُ خَيْلُ الرَّاحيلنَ تكدشتْ فالرَّاكبونَ ظُهورهَا غُرَباءُ لعيونِ مِشْخَصَ والبَّنَاتِ سُيوفُنَا لا الخوفُ يعلوهَا ولا الإعْيَاءُ تبكي شَبَابيكُ انتظاري سيِّدي والقلبُ ملَّ، وشاختِ الأنباءُ في الانتِظارِ جُمُوعُ شَعْبِكَ سيِّدي الشَّوقُ يملأُ رُوحَهمْ ودُعاءُ لا لَمْ تَمُتْ هَزَّاعُ كُلُّ قصيدةٍ كُتِبتْ لرِوحِكَ مَوْلِدٌ ورَجَاءُ

guefara1981@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى