الدول العربية تغزو الفضاء


دخلت الدول العربية تكنولوجيا الاتصالات في أواسط عام 1976، عندما جرى إنشاء منظمة الاتصالات الفضائية العربية في السعودية، وتم إطلاق أول قمر صناعي عربي هو ( عرب سات ) عام 1985 ثم نايل سات في عام 1998، بغرض تقديم خدمات الاتصالات والقنوات التلفزيونية والإنترنت. أعقب ذلك إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية في العالم وفي الدول العربية التالية : مصر، السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، ليبيا، الجزائر، والمغرب. وهناك أكثر من ق 4635مرا تدور اليوم في الفضاء حول الأرض.
وبتاريخ 20 يوليو / تموز 2018 أطلقت الإمارات العربية المتحدة ” مسبار الأمل ” من مركز ( تانيغاشيما ) الياباني إلى الفضاء الخارجي، في مهمة لاستكشاف الفضاء الخارجي، على أن يدخل في مدار المرّيخ ( الكوكب الأحمر ) في شهر فبراير2021، متزامنا مع الذكرى 50 لقيام ” اتحاد الإمارات العربية المتحدة “.
لقد تم بناء هذا المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشارك في بنائه ثلاث جامعات أمريكية هي : جامعة كولورادو، جامعة أريزونا، وجامعة كاليفورنيا، وأنيطت بهذا المسبار مهمة دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية، ومحاولة الإجابة على أسئلة تتعلق بالمناخ. وبتاريخ 9 فبراير/ شباط 2021 أعلنت الوكالة الفضائية للإمارات العربية المتحدة، دخول مسبار الأمل مداره المقرر حول كوكب المريخ، بعد رحلة استغرقت 7 أشهر، قطع خلالها مسافة 493 مليون كم، بمتوسط سرعة يعادل 121 ألف كم / ساعة.
وفي 14 فبراير / شباط 2021 أعلنت الوكالة أن المسبار التقط صورة عن شروق الشمس لبركان ( أوليمبوس مؤنس ) الذي يُعد أكبر بركان على كوكب المريخ، لتصبح الإمارات خامس دولة تغزو الفضاء بعد الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي السابق، وأوروبا والهند.
ولكي لا يُقال أن ذاكرتنا ذاكرة السمكة، فأقترح أن نعود إلى ما قبل سنتين، لنتذكر محاولة الأردن اللحاق بدول غزو الفضاء، فأطلقت قمرا صناعيا مصغّرا بتاريخ 4 ديسمبر 2018، من قاعدة أمريكية في كاليفورنيا، إذ ساهم في صنعه عدد من الشباب الأردنيين – فريق مسار – الذي ترعاه مؤسسة ولي العهد، وبمشاركة فعلية من قبل الأمير حسين بن عبد الله الثاني. وقد خُطط لهذا القمر أن يدور حول الكرة الأرضية، على ارتفاع 600 كم عن سطح الأرض، دون أن نعرف المدة الزمنية لبقائه معلقا في الفضاء.
كانت مهمة القمر كما أعلن في حينه، تحقيق أهداف تعليمية بحثية، والترويج السياحي للمملكة، من خلال بث صور عن الأماكن السياحية والتراثية، وبث رسالة سلام مسجلة بصوت الأمير حسين موجهة للعالم، بحيث تكون متاحة للاستقبال من قبل جميع المستقبلات الأرضية في العالم. وقيل بأن فريق مبادرة مسار سيقوم خلال فترة قريبة بإطلاق تطبيق للهواتف المحمولة يمكّن الجميع من متابعة القمر الصناعي الأردني المصغر والتواصل معه من قبل الجميع.
وعليه فلابد من التساؤل : لماذا لم نسمع عن ( قمرنا الصناعي ) أية أخبار منذ انطلاقه وحتى الآن ؟ فهل ما زال يوصل مهمته حول الكرة الأرضية أم عاد إلى سطح الأرض ؟ وإن كان ما زال معلقا في المدار المقرر له، فهل قام بترويج الأردن سياحيا وبث رسالة السلام الموعودة ؟ وما هي الأهداف التعليمية البحثية التي قدمها ؟
وهل عمل ( فريق مسار ) على إطلاق تطبيق الهواتف المحمولة الذي وعدوا به، لكي نتواصل مع ( قمرنا ) في أعالي السماء ؟ وهل حدث نوع من الاتصال بين قمرنا ومسبار الإمارات العربية، خلال مروره في المدار، أو بعد وصوله لمقره، بحكم العلاقات الأخوية ؟
هذه الأسئلة التي تطرح نفسها على الساحة المحلية، أوجهها إلى المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد، راجيا الإجابة عليها بوضوح، طالما أننا دخلنا عالم ” تصميم وتنفيذ الأقمار الصناعية ” كما جاء في تصريحاتك قبل عامين . . !
التاريخ : 26 / 2 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى