
الغيث بين الماضي والحاضر
ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﺣﻮﻥ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺤﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺗﺮﻭﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﻃﻘﻮﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻤﻞ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ: “ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻳﺎ ﺭﺑﻲ ﺗﺴﻘﻲ ﺯﺭﻳﻌﻨﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ… ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻳﺎ ﺭﺣﻤﻦ ﺗﺴﻘﻲ ﺯﺭﻋﻨﺎ ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ… ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻳﺎ ﺩﺍﻳﻢ ﺗﺴﻘﻲ ﺯﺭﻋﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﻳﻢ”.
ﺯﻣﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﺸﺮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻫﺎﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺃﻡ ﻻ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻴﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻗﺒﻞ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻻﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﺬﺭﻭﻥ ﻋﻔﻴﺮ ﻭﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ .
ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺪﺓ، ﻭﺑﺘﻨﺎ ﺃﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺙ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﺗﻨﺎﻗﻠﻪ ﺍﻷﺣﻔﺎﺩ، ﺍﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﺎ. ابتعدنا عن اخلاقنا فابتعد الغيث عنا ابتعدنا عن مبادئنا فابتعدت الرحمه عنا ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺳﻤﺎﺅﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻏﻴﻮﻣﻨﺎ ﺗﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺍﺋﻨﺎ ﻟﺘﻨﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺣﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﺎ . واصبحت صفحات الفيس بوك وغيرها مليئه بصفحات الدجل وادعاء علم الغيب حتى ان جاء المطر كانهم هم من تمنو علينا بنعمة الغيث الا يعلمون اولاءك الدجالون ان رحمة الله اقرب وعذابه اقرب واقرب ّ….. الى اين نحن ذاهبون