اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من البردانيين !!!

اللهم اسقنا #الغيث ولا تجعلنا من البردانيين !!!

نصر شفيق بطاينه

بعد انتهاء خطبة صلاة الجمعة الماضية في أحد المساجد اخذ #خطيب #المسجد كالعادة في الدعاء ومن فقرات دعائه قال : اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، واذا بأحد #المصلين يعقب يردد ولا تجعلنا من البردانيين !!! فالتفت غالبية المصلين المجاورين ناحية الصوت وانا منهم وكان واضح حال المواطن واحسست ان الجميع موافق على دعائه واقره عليه ، وقد بدا لي ان هذاحال لسان #المواطن_الاردني في هذه الايام بعد ارتفاع سعر تنكة الكاز بشكل جنوني وتسجيلها رقم قياسي يؤهلها الدخول الى مجموعة غينتيس للارقام القياسية نسبة الى مقدار دخل المواطن الأردني الشهري ، واصبح المواطن في حيره من امره فهو يريد المطر والماء وخائف من تبعات البرد على بقايا ما في جيبه من النقود …
٢٠ ،١٧ دينار سبعة عشرة دينارا وعشرون قرشا دينار ينطح دينار اضافة الى عشرون قرشا حبة بركه ثمن تنكة الكاز ، ما هذا ….. ؟! لغاية الان المواطن غير مستوعب ومصدوم من هذا الارتفاع غير المبرر على تنكة الكاز على ابواب فصل الشتاء هذا لا يعني ان ترتفع في فصل اخر ، لأ ، وتحديد مدة التثبيت حتى نهاية شهر كانون ثاني وكأن باقي أشهر الشتوية لا يوجد فيها برد وتم الغاء سعد الذابح … العام الماضي بقي البرد حتى شهر حزيران ، وكما هو معروف فان المواطن يعاني من ارتفاع اسعار السلع الاخرى وباقي اصناف المحروقات التي تنعكس على جميع نواحي حياة المواطن المعيشية .
لنأخذ حسبه بسيطه على بلاوي تنكة الكاز التي انحذفت على المواطن الاردني : لنفترض ان المعدل العام لاستهلاك تنكة الكاز في التدفئه للصوبه الواحده وصمودها هو خمسة أيام والشهر فيه ٦ خمسات هذا يعني ان التكلفه الشهرية تكون ٦× ١٧،٢٠ = ١٠٣ دينار ، والبيت الواحد فيه اقلها صوبتان وأكثر فاحسب يا رعاك الله كم التكلفة الشهريه التي سوف يتحملها المواطن علاوة على ما يعانيه من كبد وعناء في سبيل تأمين لقمة العيش لمن يعول ، هناك بعض البيوت فيها مريض ، ولادة حديثا ، اطفال ، طالب او طالبة توجيهي أو جامعه ، كبير في السن ، يحتاجوا الى غرفة خاصة وتدفئة منفصله عن الأخرين وساعات عمل اضافيه ، مناطق مرتفعه مثل عجلون ، الكرك ، الطفيله ، بعض المناطق الصحراوية فيها برد قارس قد تحتاج الى ساعات عمل اضافيه من التدفئه مما يزيد في مصروف الكاز .
يقترح البعض حلا لذلك التحول من التدفئة بالكاز الى التدفئه بالغاز ، هذا يعني شراء صوبة غاز جديده أو اكثر ومعدل سعر الصوبة ٥٠ دينار ، يتبعها شراء اسطوانة غاز او اكثر وثمن الاسطوانه ٥٤ دينار ، هل يمتلك كل مواطن ثمن هذا التحول والتحديث ؟! ومن قال لك ان المواطن صاحب صوبة الغاز في نعيم ودفا ؟ كلا يا صديقي ، اتحدى ان هناك مواطن يشعل أكثر من شعله في الصوبه وفي هذه الحاله تكفي ه الى ٦ ايام في احسن الحالات بساعات عمل معتدله ، طبعا المواطن لا يشعر بالدفا في هذه الحاله بالشعله الواحده ولكن مشاهدته للنار تشعره ببعض الدفء مع التزود ببطانية او حرام للدعم ، ومن يضبط من الاولاد متلبسا باشعال الشعله الثانيه معروف مصيره يحرم من الميراث ….
والسؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه المواطن هل فكر اصحاب القرار في ذلك الأمر ؟! هل فكر اعضاء لجنة تسعيرة المحروقات المحترمين في تبعات قرارهم على المواطن الفقير قبل اتخاذ قرار الرفع ؟! هل استمتعتوا بشرب الشاي أو القهوة وتدخين سيجارة اثناء مناقشة الموضوع ؟ كم اخذ القرار منكم من وقت لاصداره ؟ .
ان حياة المواطن اغلى واثمن من ان تقدر برقم في الموازنه وفي عجزها ان وجد ، قالها احد روؤساء الوزارات السابقين بما معناه ان دفء المواطن وكرامته ليست ارقام في الموازنه حسب ما يقدرها المحاسبيون… أليس المواطن أغلى ما نملك ؟ ام ان صلاحية هذه المقولة أنتهت ؟ وأصبح مفهومها ان المواطن الدجاجه التي تبيض ذهبا كما صرح أحد الوزراء السابقين في وقت سابق …..
هل شاهدتم تقرير محطة رؤيا عن المواطن الذي يشعل الأحذية والمواد البلاستيكية الاخرى ليدفيء عياله غير عابيء بما تفرزه من سموم ويقامر فاما دفا وحياة أو موت وراحه ….. ؟! وصرح المواطن ان هناك كثيرون غيره ، يبدو ان سوق الأحذيه القديمه سوف يكون لها سوق رائجه في قادمات الأيام والطلب والتنافس عليها شديد ، وانه ايضا لا يملك ترف وبطر التدفئه بالكاز ، ألم تتخيلوا رب اسره يشاهد أولاده يتصكصكوا من البرد ما هو فاعل ؟؟ ألم تلامس فيكم جزء من نخوة المعتصم ؟! … طبعا التقرير مرق وكأن شيئا لم يكن ….
والسؤال الثاني والأهم هل دعم المحروقات هو ترف وبطر ؟؟ !! ومن قال ومن يصدق ان الحكومه تدعم المحروقات في الوقت الذي مفروض عليها ضريبه بمقدار ٤٨ % من سعرها . وكيف يستقيم ان مادة معينه عليها ضريبه ومدعومه من الحكومه ؟! ان الأمر لا يستقيم يا ساده يا كرام .
منذ سنتين ووزير المالية الحالي يصرح انه لا ضرائب جديدة على المواطن ، طيب يا صديقنا العزير ماذا تسمي ارتفاع اسعار المحروقات الشهري المستمر بلا هواده او رحمه ، جاط فواكه ، كباب ، شيش طاووق ، مشاوي بس بدون بهارات ، مكمورة شمالية ، سدر شاورما ، غديها مناسف بطعم جديد ……يا جماعه يا اللي فوق ما طله على اللي تحت بقليلا من احترام العقل وعدم الاستخفاف واحترام ذكاء المواطن ، لعلمكم ان المواطن الاردني اذكى من الذكاء نفسه ، هل تعلمون ذلك ؟ . ليعلم القاصي والداني ان وجود اي شخص على رأس سلطه ما ، لا يجعله ذكيا مميزا ويتذاكى على من دونه ….
قبل أشهر قليلة احتفلنا بدخولنا المئوية الثانية ونوينا شد الهمه والبناء على ما سبق وتحقيق مزيدا من التقدم والازدهار ، هل رفع اسعار المحروقات المستمر هو متطلب اساسي لدخول المئوية الثانية ؟ ؟
اللهم ارحم المواطن الاردني ابدا ولا ترحم معه من لا يرحمه ابدا .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى