حالات! / احمد المثاني

.. .. حالات !!
كثيراً ما تعتري النفس حالات متباينة . فمرة تشعر و كأن الدنيا ربيع دائم . و كأن كل ما في هذه الحياة يناجيك و يبتسم لك .. حتى إلى الحدّ الذي تنسى فيه همومك و جراحاتك ! و أحياناً تعتريك مشاعر و حالة نفسية كما لو أنّ هذه الدنيا تضيق عليك بضيق صَدَفَة .. و أنها
تجثم على صدرك بكل أنواع الهموم
و أنّ الناس قد سدّوا عليك السبل
و صادروا الأكسجين الذي منه تتنفس !
ذهبت إلى مكتبة ، و قلبت أنواعاً مختلفة من الكتب ، لكتّاب من مختلف المذاهب و المشارب .. فوجدت حديثاً عن الفضيلة ، و عن الأخلاق و الجمال .. و زينة الفكر و العقل .. ثم استمعت إلى محاضرات و ندوات .. و أمسيات ثقافية .. فوجدت حديثاً رائعا كذلك عن القيم السامية و الأخلاق الرفيعة و الجمال و حبّ الخير و الانتماء و البعد عن الأنانية و احترام الآخر
و خدمة الوطن .. و كذلك تصفّحت جرائد و مجلات ثم قلت
لعله من الأسهل أن أتصفح ما يُنشر
في وسائل الاتصال و التواصل الاجتماعي .. و فعلاً ، وجدت وصفاً
للمدينة الفاضلة .. فالكثير الكثير من المنشور يعظ و يبشّر بجنة الأرض و جنّة السماء .. و قرأت كلاماً يدعو الى محاسن الأخلاق و حسن المواطنة .. و احترام الناس بشتى أصولهم و مناهج تفكيرهم

كل هذا ، فقلت الدنيا بخير و الناس كلها بخير .. و قد انفتحت أبواب الرجاء و الأمل في النفس
و داخلني السرور و خرجت من حال الى حال…
.. و بينما أنا خارج الى عالم الواقع المعاش .. و بعيداً عن عالم الافتراض الذي سرّحت النظر فيه
كانت المفاجأة .. فكل الكتب و المقالات و الندوات .. و كل المنشور
و المشعور و المنثور في جهة ..
و واقع الناس في جهة أخرى
لا أقول كلّ الناس .. و إنّما معظمهم يغازل فضائل الأخلاق
و محاسن القيم الجميلة ..
لكنّهم .. قلما يلتقونها ..!!
فهي طيّ الكتب و أدراج الرياح !

– أحمد المثاني –

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى