معا لإزالة الغموض المعرفي لموقف الاشقاء من جامعاتنا

معا لإزالة الغموض المعرفي لموقف الاشقاء من جامعاتنا..

ا.د حسين محادين

1- تشخيصا علميا اقول؛ مازالت لغة المغانجة بين الحكومة الاردنية والدول الخليجية الشقيقة التي ألغت فجأة وبطريقة موجعة سياسيا وتعليميا واقتصاديا؛ إعتماد الكثير من جامعتنا التي نعتز بها جميعا رغم تمايز ادائها بين كلية علمية واخرى بالتأكيد؛ لذا اقول نحن معا بحاجة الى فقء غموض مضامين ومبررات هذا القرار دون توريات؛ كي نكسب بعضنا بالبينة قبل ان نخسر انفسنا بأستمرار هذا الغموض غير المُقنع لنا جميعا؛ رغم كُثرة الدبلوماسيات الخطابية والاعلامية الباهته التي نثرت على شجرة حواسنا معا؛ والتي يُسوق كلانا مجاملة سبب وتفسير اتخاذه بالاصل والمآلات المراد تحقيقها منه.
2- ثمة تواطىء وصمت معلوماتي وتحليلي غير صادق ومشترك بين طرفي هذا القرار المجحف بحق تاريخ ؛وواقع التعليم في جامعاتنا الاردنية؛ فالطرفين الاردني والخليجي لايرغبان على ما يبدو؛ في تسمية الاشياء بأسمائها امام الراي العام المنفعل منهما معا والمحرجان امامه؛فهل طلع النهار عليهما مثلا؛ وإذ بالقرار ملقِ فجأة على هيبة جامعاتتا وتسهيلاتنا الدلوعة؛ والدلال المُبالغ فيه للطلبة الاشقاء من الكويت وقطر الذين نحب حتى الآن مثل” تدريس ايام جمعة ؛سبت؛ وفي مكاتب الارتباط وغيرها في عمان…الخ.
أم ان لهذا القرار الخادش لوجداننا الوطني كاردنيين من قِبل الاشقاء امتداد سياسي؛ رؤية وتوقيت مسكوت عنه؛لربما مُصاحب لموقف الأردن قيادة وشعبا من القدس وفلسطين عبر بوابة صفقة القرن ؛وموقف الاشقاء المنحاز بالمطلق لها؛ كما تجلى ذلك في قمة البحرين وما بعدها ؛ سؤال مفتوح على الحوار؛ وبانتظار الجواب من حكومات الثلاث عليه للمواطنين؟.
3- لدينا في الجامعات الاردنية الآن ما يقارب اربعين الف طالب وطالبة عرب واجانب ونحرص جميعا على ألا تخدش سمعة ومكانة مسيرتنا التعليمة المشهود لها بالتميز في العالم بما في ذلك دول الخليج العربي؛أولم يكن بالامكان وتقديرا من الاشقاء متخذي هذا القرار الذي بُث في الاعلام وبكل اللغات والصور؛ ان يُصار الى تحاور الاشقاء مع الحكومة الاردنية في الظل تماما مثل المعلومات الامنية والاقتصادية المتبادلة بينهما؛كي نُسقِط كمتابعين واعلامين فكرة ان هذا القرار المُشهر وبتسرع ملحوظ من دول شقيقة نحترم ولنا علاقات وثيقة معها؛ بأن قرارها هذا ذا مغزى سياسي ضاغط على الدولة الاردنية من حيث التوقيت والدلالات وان جاء تحت العنوان الجامعي. فهل ننتظر وبشغف من مجيب على هذا الطرح؛ او نسمع قريبا صاحب راي ثانِ يبُين لنا وبمبرر تشخيصي مُقنع ؛غير ما قِيل للآن ؛ معاني وتبعات هذا القرار ومدياته راهنا وفي المستقبل على اطرافه الثلاث؟.
4- ولعل السؤال الواخز هنا ؛ الم يكن الملحقِين الثقافيين للدول الشقيقة في عمان على تواصل وثناء مستمر لبيئة التعليم والأمان الفكري مثلا؛ ومنذ سنوات في جامعاتنا الاردنية بمقدار تعلق هذا بطلبة بلدانهم اثناء اللقاءات المتبادلة مع رؤساء وعمداء جامعاتنا والتصريحات الاعلامية الموثقة لهم ؛أولم يتدخل بعضهم ضمنا بتفاصيل دقيقة وموثقة ايضا وهي من صلاحيات غيرهم؛ هم او وكلائهم المتابعين لشؤون طلبة دولهم في جامعاتنا وتتسجيب بعض ادارات جامعتنا لتدخلاتهم تلك وبتفهم عالِ؛ تحت عنوان بأن هؤلاء الطلبة ضيوفنا؛ مع حقيقة معرفتنا كأكاديمين ؛إختلاف مستويات تحصيلهم العلمي؛ او حتى نسبة التزامهم الدقيق في الدوام الرسمي للمحاضرات ومواعيد التسجيل المعلنة للمواد الدراسيةاحيانا مقارنة بزملائهم الاردنيين، وبعِلم اصحاب السعادة الملحقين بسفارات بلدانهم في عمان..؟.

أخيرا؛ نحترم قرار الاشقاء كأمر واقع رغم انه لم يُناقش؛ بحدود اطلاعي مع وزارة التعليم العالي قبل إشهاره؛ومع هذا اتمنى على الاشقاء؛ إعادة النظر بهذا القرار ؛ ودراسته مُجددا بعد التحاور مع الحكومة ورؤساء الجامعات الاردنية لتذليل اية عقبات سُكت عنها ؛ أو لعل ثمة لبُس وسوء فهم عفوي ما؛ حدث في هذه الجامعة او تلك؛أو حتى مغرضين تدخلوا بين الاطراف ؛او مستفيدين غيرهم من هذا القرار ومصاحباته الموجعة لنا معا؛مع تذكيرنا وتقديرنا العميم للعلاقات الطيبة والتاريخية بين قيادة وشعب كل من بلداننا الثلاث..فهل نحن مبالغون في التمني وما ورد بأعلاه..؟.
*اكاديمي وعضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى