السلطانة روكسلانة وولاية العهد. . !

#السلطانة #روكسلانة و #ولاية_العهد. . !
#موسى_العدوان
السلطانة روكسلانة فتاة روسية من أصول يهودية ووالدها رجل دين يهودي. اختطفها تجار الرقيق من أهلها في بلاد القوقاز، وباعوها إلى السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي حكم الدولة العثمانية من عام 1520 – 1566 م. اتصف السلطان سليمان بالذكاء والدهاء والطموح في التوسع، حتى بلغت رايات الخلافة في عهده أوج قوتها.
كانت الجارية روكسلانة على قدر كبير من الجمال وخفة الروح، وأطلق عليها اسم ” الباسمة ” ثم ألحقت بجواري القصر. فُتن بها السلطان سليمان وهام بحبها فأعتقها وتزوجها، حيث أنجبت منه عددا من الأولاد والبنات، وتحولت روكسلانة من جارية إلى ( قادين )، أي السيدة ذات المركز المرموق بين حريم السلطان.
ارتفعت مكانة روكسلانة في القصر عند السلطان سليمان، حتى أصبحت مستشارته الخاصة، فاحتجب السلطان في القصر لا يفارق زوجته، وتخلى عن قيادة الجيوش التي اعتاد الانكشارية ( الجنود الأقوياء ) على وجود السلطان بينهم في ساحة القتال. فكان لاحتجابه عن الخروج للقتال أثر على ضعف الدولة العثمانية وهزائمها.
سيطرت روكسلانة على السلطان سليمان منذ التحاقها بحريمه وجواريه. فلما انجبت منه الأمير سليم، أرادت أن يكون وليا للعهد بدلا من أخيه الأكبر الأمير مصطفى، ابن زوجة السلطان الشركسية. فدبرت له مؤامرة للتخلص منه وقتله، لإزاحته عن طريق ابنها سليم في ولاية العهد.
فافتعلت روكسلانة مشاجرة مع زوجة السلطان الشركسية، تطورت إلى العراك بالأيدي، ولكنها تظاهرت بضعفها أمام ضرّتها الشركسية، ومكنتها من إحداث خدوش في وجهها وتقصّف في شعرها، ثم احتجبت عن السلطان بعض الوقت.
وعندما افتقدها السلطان أخبرته بما فعلت بها ضرّتها الشركسية، وأوغرت صدره عليها وعلى ابنها مصطفى. فأمر السلطان بإبعاد ابنه ولي العهد إلى مدينة أماسيا في الأناضول، ليصبح حاكما عليها ويبتعد عن مقر الحكم، بدلا من كونه حاكما لمدينة ماغيسيا، القريبة نسبيا من العاصمة العثمانية القسطنطينية ( إسطنبول).
لم تكتفِ روكسلانة بهذا الإبعاد، بل دبّرت مؤامرة ثانية للتخلص هذه المرة من الصدر الأعظم رئيس الوزراء إبراهيم باشا، الذي كان موضع ثقة السلطان، وله الفضل في انتصارات الدولة العثمانية على الدولة الصفوية في إيران.
استجاب السلطان المحب الولهان لطلب زوجته روكسلانة، وعزل رئيس وزرائه إبراهيم باشا، ثم طلبت منه أيضا التخلص منه وقتله. وبالفعل أمر السلطان باغتيال إبراهيم باشا في شهر مارس عام 1536م، أثناء دخوله القصر السلطاني ليلا، لتناول العشاء على مائدة السلطان، دون محاكمة أو توجيه أي اتهام له.
وهكذا أُطلقت روكسلانة يدها في كل أمور الدولة، حتى أنها اختارت رستم باشا لتولي منصب الصدر الأعظم خلفا لابراهيم باشا، لاسيما وأن زوجته هي إحدى بناتها، كي يكون عونا لها في تعيين ابنها سليم وليا للعهد، بدلا من أخيه الأكبر.
قام رستم باشا بما أوكل إليه من دور، في تنحية الأمير مصطفى عن ولاية العهد، خلال اشتعال الحرب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية إلإيرانية، حيث أدخل رستم باشا في روع السلطان أن ولي العهد الأمير مصطفى يتآمر عليه مع الصفويين، وأنه سمع الجنود الانكشاريين يرددون أن السلطان أصبح طاعنا في السن، وأنه آن الأوان لتنحيته، وتولي الأمير مصطفى ولي العهد السلطة مكانه.
توجس السلطان خيفة من ابنه وقرر التخلص منه. فبعث في استدعائه من أماسيا للمثول أمامه، وأمر ثلاثة من الجلادين بقتله، فنفذوا الأمر بقتله أمام والده السلطان في شهر سبتمبر عام 1553م.
تم تولية سليم ابن روكسلانة وليا للعهد وسمي بسليم الثاني. وحينما تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1566، كانت حدود الدولة العثمانية قد بلغت تخوم فينا وبولندا، واتسعت من بغداد شرقا وحتى حدود المغرب غربا. كان الخليفة الجديد سليم الثاني، يفتقر إلى المواهب القيادية في إدارة الدولة، فضلا عن تراجع قدراته العسكرية وخضوعه لجنود الإنكشارية.
وهكذا ضعفت الدولة نتيجة لضعف الخليفة سليم الثاني، الذي يعتبر من أضعف سلاطين الدولة العثمانية، وأول سلطان لم يخرج للجهاد، بل كانت حياته محصورة في شرب الخمور واللهو وكل أنواع الرذائل، حتى أطلق عليه العامّة ” سليم السكّير “.
يقول بعض المؤرخين والمستشرقين، أن أحد أهم أسباب انحدار الخلافة العثمانية، هو تمكن بعض زوجات السلطان وعلى رأسهن السلطانة روكسلانة، من تشكيل حكومة ظل في القصر، قادرة على التأثير في قرارات السلطان، والتلاعب بمقادير الحكم متجاوزة الصدر الأعظم، وديوان السلطان بما فيه من رجالات الدولة الأكفاء . . !
التاريخ: 2 / 12 / 2022
المراجع:

  • كتاب السلطان عبد الحميد الثاني / للكاتب منصور عبد الحكيم.
  • مقالات متفرقة من الشبكة العنكبوتية.
    التاريخ: 2 / 12 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى