.خميسية

[review]من المعروف أن هناك أكثر من وسيلة "مواصلات" لصلة الرحم في هذا الشهر الفضيل، فكل منطقة في بلدنا لها عاداتها وتقاليدها في تذكّر الأرحام والتواصل معها في رمضان..مثلاً في بعض المناطق يقوم الأب أو الشقيق بدعوة جميع "الولايا" إلى مأدبة إفطار في اليوم الأول من رمضان..وفي مناطق  أخرى تتم هذه الدعوة في نهاية الأسبوع الأول..وبعضهم من يقوم بإعطاء "العنيّة" أم الخمسة أو "أم العشرة" في أول خميس (خالص عن خالص)، خصوصاً إذا كانت تقطن في مكان بعيد أو ظروفها لا تسمح بحضور "غزوة" الإفطار الجماعي..في مدينة الرمثا وما جاورها  جرت العادة منذ عقود طويلة أن تتم صلة الرحم بطريقة مختلفة، حيث يقوم "واصل" الرحم في كل يوم خميس من رمضان بإرسال "خميسية" إلى المرأة "الموصولة"..و"الخميسية" تتكون من دجاجتين "ممعوطتين" أو ثلاث أو أربع وذلك حسب الإمكانية والحاجة..اذكر انه وقبل انتشار الأكياس البلاستيكية "السوداء" كانت تحمل "الخميسية" بأكياس الورق الخشن ، ونتيجة بُعد الطريق وذوبان الكيس من ماء"المعّاطة" كانت تطل الدجاجة أحياناً برأسها مبتسمة من منتصف الكيس وكأنها في استراحة "تنفّس" ، مودّعة معالم الحي بعينين مفتوحتين على ومضة السكين، أحياناً كانت تخترق رجل الدجاجة قاع الكيس ونتيجة الطرق الشديد للباب من قبل أحد ألأولاد..كنّا نفتح لهم ونحن في حالة نعاس شديد..فنصافح رجل الدجاجة بدلاً من يد الصبي..منذ عقود ويوم الخميس في الرمثا لم يزل يوماً استثنائياً ،هناك طوابير في "محلاّت الدجاج"، وعمال وافدون صاروا يسألونك :"انت عاوز فراخ للعنايا ولاّ للبيت" فتقول له "للعنايا"! لقد أدخلنا باقتدار مصطلح "العنيّة" في قاموس اللهجات العربية ..  وقت الظهيرة  هناك صبيان يحملون أكياس سوداء..وهناك عبارات تطلقها "العنايا" الفرحات بهذا التواصل :"اقضبوا لي اياه".."هاك يا عمّة هالشلم اشتري فيه لفطورك".."هسع برجّعهن معك اذا ما بتوخذ هالربع نيرة".."يلعن..لحيتك يا هامل"!! وغيرها من الشتائم الودّية..التي غالباً ما يكون مقابلها فائدة مادية طفيفة للصبي..**صارحني أبو يحيى أمس قائلاً : أنه وبسبب ارتفاع سعر الدجاج الى رقم قياسي هذا العام..ارتأيت  ن أبعث "الخميسية" هذا الخميس عن طريق البلوتوث..فأرسلت صورة دجاجة موحّدة الى جميع "العنايا"..ثم همس بأذني قائلاً : عندما حاولت إرسال "خميسية" أختي صيته.."لم يتم الارسال"..شوفتك" في ازمة خميسيات ع الخطوط"؟؟..احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى