
سواليف
احتفل في السفارة اللبنانية بإشهار كتاب (فيروز .. سفيرة المحبة) لمؤلفه الدكتور زياد حداد، بحضور سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون، والسفيرة العراقية في عمان صفية السهيل، وعدد من المدعوين والمثقفين.
وقالت السفيرة شمعون إن الباحث والمؤلف الدكتور حداد “ابدع في إبراز الوجه الحضاري للأسطورة، وسفيرة لبنان، فيروز، لافتة الى جهود المؤلف في جمع المعلومات وتقصي الحقائق حول مسيرة الفنانة فيروز منذ انطلاقتها الأولى حتى وصولها إلى مرحلة العالمية.
وقال المؤلف الدكتور حداد، “وأنا اتابع وأرصد مسيرة الفنانة فيروز، أدركت أنني أمام ظاهرة فنية فوق العادة، فهي صاحبة صوت مجبول بالنور والمجد، وأينما حلت حضرت معها صنوف الابداع المكللة بالبهجة والحنين”، مشيرا الى أن فيروز غنت لكل القيم الروحية والاخلاقية والوطنية والقومية التي انفرد بها الإنسان لدرجة أن صوتها أصبح ركنا اساسية من تكوين الشخصية العربية.
وضمّ الكتاب ثمانية فصول: ففي الفصل الأول جرى تناول اكثر من مرحلة في سيرة فيروز منها: التكوين، الطفولة، هجرتها مع أهلها من الشوف إلى بيروت ، بدايتها مع مكتشفها الفنان محمد فليفل، مشاركتها في فرقة الكورال، الانطلاق مع صبري الشريف، وصولا إلى التعرف على عاصي الرحباني الذي اوصلها إلى القمة بعد أن رفض صوتها بداية الأمر.
وناقش الفصلان الثاني والثالث دور عاصي وزياد الرحباني وما قدماه للموسيقى العربية، فيما تناول الفصل الرابع مساهمات الشعراء الذين غنت لهم فيروز والملحنين ومنهم إلى جانب الرحابنة حليم الرومي وزكي ناصيف وسيد درويش وفيلمون وهبة.
وسلط الفصل الخامس على حياة فيروز مع المحبة ما غنته للحب، فيما عاين الفصل السادس علاقة فيروز مع صديقها القمر كما ابرز الفصل السابع علاقة فيروز مع الزمن، في حين تناول الفصل الثامن مسيرة فيروز مع الأغنية الدينية الإسلامية والمسحية.
وكان المسؤول عن الملف الثقافي في السفارة اللبنانية في عمان، رامي بشارات، قدم المؤلف الدكتور حداد مشيدا بتسليط المؤلف الضوء على جوانب من حياة نهاد حداد (فيروز) التي حملت أكثر من لقب كان آخرها سفيرة المحبة، وتطوراتها من النواحي الاجتماعية، إلى جانب تناول الأعمال الفنية التي ادتها السيدة فيروز.
وتاليا كلمة السفارة اللبنانية في حفل الاشهار
الحديث عن رموز لبنان مسألة فيها مخاطرة كبيرة، وذلك للفخامة الفكرية والعلمية والأدبية الكبيرة لأبنائه. ومن تراب لبنان وعلى ترابه جبلت هذه الرموز. رموز أشعلت الوطن العربي بنورها. فلبنان بيت الأحرار، ومدرسة الحرية، ومهد الحضارات، وقنديل الشرق، وأرز المحبة، لبنان النبع المتدفق جمالا وأناقة، وعلماً. لبنان رسالة أخلاقية وحضارية بامتياز.
نحن العرب فرحنا، وأملنا ورجاءنا وعلمنا، وثقافتنا كل ذلك صنع في لبنان وبأيدي اللبنانيين المهرة. من هذه الخريطة الضخمة من العلماء والأدباء والمفكرين والفنانين، اخترت السيدة فيروز لأكتب عنها في محاولة متواضعة لرد جميل لبنان علينا. فكان هذا الكتاب. وهو بعنوان فيروز سفيرة المحبة.
منذ زمنا طويلا وانأ أتابع وارصد هذه الظاهرة، أدركت أنني أمام ظاهرة فنية فوق العادة. فصوتها مجبول بالنور والمجد أينما حلت أحضرت بركة النور ومجد الأرز.
لولا صوت فيروز لبقيت الكلمات في بطون الكتب منسيه، وبقيت الألحان نائمة على الأوتار، فكان صوتها هو من منح الكلمة واللحن جواز العبور لكافة المجتمعات ولقلوبنا.
غنت فيروز كل القيم التي انفرد بها الإنسان: منها الروحية، والأخلاقية والوطنية والقومية، كل هذه القيم مجتمعة تشكل مفهوم المحبة، وبعبارة أخرى المحبة هي دستور الكون :
ففي المظاهر والقيم الروحية، غنت المحبة، والإيمان والرجاء والعبادة .
أما القيم الأخلاقية فغنت الاحترام التواضع، والتضحية و الفخر و الشجاعة و
احترام الأب وإلام، والجار والصديق.
وبالنسبة لمظاهر القيم الوطنية فقد غنت بيروت،و الضيعة والمدينة وجنوب لبنان، والجبل، وشعب لبنان، لم تترك حفنة تراب في لبنان إلا وغنت له.
أما القيم القومية فقد غنت بعض العواصم العربية بكل أناقة وانتماء لهذه العواصم ومنها القدس مدينة السلام، عمان، دمشق، بغداد و الكويت، غنت القضية الفلسطينية، القدس العتيقة، بيسان، يافا، الجسر الخشبي” يا جسر خشبيا يئن تحت الوطء” غنت الثورة الجزائرية من خلال الثائرة جميلة بو حيرد ، عنفت الأمم المتحدة بأغنية سافرت القضية وتعتبر هذه الأغنية من الأغاني النادرة للسيدة فيروز.
بصوتها تتسلل لداخلنا الحزين لتبذر بذور السعادة، وصوتها سند قوي بوجه الطغيان، وينبوع محبة سرمدي.
صوتها أصبح ركنا أساسية من تكوين الشخصية العربية، وحجزت حيزا كبيرا في دفاتر تاريخنا بأحرف من نور.
مع فيروز تتلاشى الحدود، وتذوب الفوارق، وينام الحزن، ويسافر الهم، ويرحل الحقد، ويدخل النور إلى القلوب المعتمة، وتتسلل السعادة إلى الكيانات المنهكة من ظلم الكثيرين، و إذا كان “أبولو” قد جمع في الحضارة الإغريقية جميع القيم الحضارية عند اليونان، فإن فيروز فعلت الشيء ذاته في حضارتنا العربية.
الكتاب يتكون من ثمانية فصول
الفصل الأول : سفر التكوين تكلمت عن فيروز من هجرة الأهل من منطقة الشوف إلى بيروت ومن قبل ولادتها حتى أيامنا هذه، مما كتبت:
بيروت عروس الشرق، ونهرها، والمتوسط الذي كتب على صفحات شواطئه تاريخ أعرق حضارات الكون، وجبال لبنان، و ثلجه الأبيض، والأرز العتيق بعمر الدهر، والنور المشع من قصائد، ولوحات جبران في بشري، و أدباء لبنان، وشعراءه، وطيوره، والجورى، والياسمين، والسنديان، والحور كانوا في انتظار ولادة الطفلة التي ستشكل فيما بعد الركن الأساس في الحضارة اللبنانية الحديثة، وتكون امتداداً فكرياً، وإبداعياً للذين سبقوها من عمالقة الأدب،والشعر،والفن، وستكون أعمالها إحياءً من جديد للحضارة الفينيقية العريقة.
تكلمت عن فيروز، المرأة، الزوجة، الأم، الإنسانة، الفنانة، الصديقة، بشكل مفصل. كفنانة تتبعتُ الطريق الذي سارت علية وكان على الشكل المراحل التالية:
مرحلة التكوين :المكتشف هو الفنان محمد فليفل، والمدرب كان محمد غازي والذي منحها الاسم حليم الرومي.
مرحلة الانطلاق: كانت مع صبري الشريف، والتعرف على عاصي، الذي رفض صوتها بالبداية.
مرحلة الصعود: تجارب عاصي في تزاوج صوت فيروز مع التطوير الكبير الذي أحدثه عاصي في الموسيقى العربية، واستطاع صوتها أن يقبل هذا التطوير بأعلى دراجات الإبداع.
مرحلة الوصول إلى القمة، كان بجهد نصيب الأسد لعاصي و مجموعة كبيرة من الفنانين منهم السوري محمد محسن،و الاستفادة من تجربة سيد درويش، فيلمون وهبي، زكي ناصيف،و فصل آخرون يحتوى على جميع الأشخاص الذين أسسوا هذه المرحلة.
الفصل الثاني: الأخوين رحباني
قال “مارتن لوثر” وشعرت أن كلام “مارتن لوثر” ما هو إلا وصف لشخص عاصي الرحباني، حيث قال: ” ما سعادة الأمم بكثرة أموالها، ولا بقوة استحكاماتها، ولا بجمال مبانيها، و إنما سعادتها بأبنائها الذين تثقفت عقولهم، ورجالها الذين حسُنت تربيتهم، واستنارت بصائرهم، واستقامت أخلاقهم. ففي هؤلاء سعادتها الحقّة، وعظمتها الجوهرية” بعد دراسة شخصية عاصي وجدت تطابقاً كثيراً بينها، وبين ما كتبه “مارتن لوثر”.
من الصعب إيجاد كلمات ترتقى إلى مستوى عاصي، ولكن يمكن الدخول عليه من خلال الأسطورة، لأنه أصلاً يُعد واحد من أهم أساطيرنا. “أورفيوس” بطل أسطوري من الشخصيات الخارقة في أساطير الحضارة الإغريقية.ويعده الإغريق من أشهر الشعراء قبل “هوميروس” وإليه تنسب “الاورفية”. وهو ابن إحدى ربات الشعر”كاليوبي” Calliope. ولقد عاش في “راقيا”، ورافق بحارة سفينة “الارجو” في رحلاتهم. وتذهب الأسطورة إلى أن الوحوش المفترسة، والأشجار، والصخور فوق جبل “الالمبيا” كانت تطرب لغنائه، وتتبعه منتشية بسحر صوته، وجمال عزفه على القيثارة. وعندما تزوج من ” يوروديال”، ماتت زوجته متأثرة بلدغه ثعبان هبطت إلى “هاديس” العالم السفلي. ويقال أنه هبط إلى “هاديس” يبحث عنها. و أنه استطاع أن يُنسي المعذبين في “هاديس” آلامهم.
وبعد مماته نقلت قيثارة إلى “لسبوس” ولذلك أصبحت أعظم موطن في الدنيا للموسيقى والشعر الغنائي. ويزعم الفلكيون أن “زيوس” وضع قيثارة “اورفيوس” بين النجوم، ومنذ ذلك الوقت لم تقبل النجوم قيثارة أخرى إلا قيثارة عاصي الرحباني، الذي عاد “زيوس” مرة أخرى، ووضع قيثارته بجانب قيثارة “أورفيوس”، لأن الفرح الذي يفوح من ألحان عاصي الرحباني كان يطرب الشجر، ويسعد الحجر، ويهلل له الطير، وكثيراً ما أسعد أهالي “هاديس” عالمنا نحن الذي تعيش فيه ، عالم سفلي بذاتنا، مملوء قهر، وألوانه غضب، وأرضه حرمان، ومياهه مرة، وليله قارص، ونهاره جاف، ، كانت مسؤولية عاصي كبيرة تجاه هذا العالم المعجون بالشر، و فيروز من جهتها نقلت لنا إبداع عاصي بكل أمانة.
تكلمت عن إبداع عاصي الرحباني رصدت حياة عاصي الشخصية، وما قدمه للموسيقى العربية من تطوير، حيث تعتبر مرحلة عاصي هي الثانية في تطوير الموسيقى العربية بعد ما قام به سيد درويش.
الفصل الثالث: زياد الرحباني
هو صاحب الانحراف الأكثر تعقيداً في حياة فيروز الفنية، الانحراف الذي لم تحُدد درجته و هو المالك الوحيد وفي حالة احتكار مطلق لصوتها بحكم الأمومة بعد رحيل عاصي. يصف على أنه حالة فكرية فريدة تبدأ بلغز وتتطور لتصبح أسطورة.
شخصيته لا تعرف الضوابط، ولا تؤمن بقوانين المجتمع، حدودها واسعة ،ومعقدة تبدأ بالعبقرية، وتنتهي بالصورة المعاكسة لها تماما، مفروض فنه علينا ،ومرحب به، نعارضه، نحترمه ، نحاول الابتعاد عنه ونسأله الاقتراب ، نطلب منه التوقف ،وفي قرارة أنفسنا نتمنى أن يستمر. تائه لدرجة الضياع، حزين بدرجة البنفسجي، عبقري فذ، موسيقار، كاتب يحلق بأفق العالمية، شاعر مرهف وحساس، متمرد بأعلى درجات التمرد، مجدد بأسلوب ثوري، السريالية حاضرة بحياته الفنية والشخصية، ينثر الفرح أينما حضر، خليط معقد وحالة مزعجة للفلسفة جعلت منه رقماً عسيراً في معادلة الحياة والفن معاً، مزاجي بحكم برجه، هو زياد الرحباني.
الفصل الرابع: الآخرون
وهذا يقسم إلى قسمين الشعراء والملحنين
الشعراء استطعت أن ارصد أكثر من أربعين شاعرا غنت لهم فيروز، شعراء يمثلوا كافة المراحل الزمنية في حياة العرب الأدبية. منهم للذكر وليس للحصر
المتنبي، جيران خليل جبران أبن سناء الملك، هارون هاشم الرشيد، أبي نواس، نزار قباني، جوزيف حرب.
الملحنون، رصدت أكثر من عشر ملحنين قدموا لفيروز خارج الأخوين رحباني منهم الياس الرحباني، حليم الرومي، زكي ناصيف، سيد درويش،نجيب حنكش، واهم شخصية لحنت لفيروز هو العملاق فليمون وهبي لحن لها ستة وعشرون لحنا، ولا ننسى محمد عبد الوهاب ، سهار.
الفصل الخامس : فيروز والمحبة
من منا لم تلفحه رياح الحب؟ من منا لم يعش حالة انتظاره؟ والبحث عنه. هذا السكون الرهيب صاحب الضجيج الأكبر الذي يهدر على بيادر القلب دون أن نراه ضجيجاً يهز كياننا، لا نعرف متى يحضر، ومتى يرحل، كيف؟ وماذا يعمل؟ نحس بقطعة من روحنا تقطع وتُوضع رهناً عند من نحبه كفدية ثمناً لهذا الحب ، وتبقى مُلك له . مع دخوله أجندة حياتنا نبدأ بكتابة كثير من الأسطر، أسطر نكتبها بماء الورد، وأخرى نكتبها بالدموع، وفي مرات قليلة نكتبها بالدم. وتبقى هذه الأسطر، وما تحتويه من كلمات، وهمسات، ونظرات هي الأجمل في دفاتر تاريخنا.
نتحضر له بأعلى درجات الاستعداد لاستقباله، نلبس، نتعطر، نتثقف، ونسافر، ونرحل، و نبحر من أجل البحث عنه، نبحث عنه خلف المدى، و في ظل الشمس، و في الليالي القمرية، مدفون تحت حبات الندى، غارق في زجاجات العطر، أو ممزوجاً بألوان الصور، أو نائماً في أحضان معزوفة موسيقية، أو يسبح على وجه فنجان قهوة، نبحث عنه بين أحرف القصائد الشعرية غارقاً في بحر الكلام، ممزوجاً بأحرف رسائل الحب، في صدى المعابد، أو مسافراً مع الريح، نبحث عنه في العيون، تحت الجفون، فهو يتواجد لفترات في الجوري الأحمر، و في ظل إسوارة مسجونة بمعصم فتاة جميلة، متغلغلاً بشعر امرأة متمردة. نحاول ملامسة الأيادي، نحاول تأملها عله يجري مع العروق، نتخيله مستقرًا في أحشاء الشفاه، و نستمر في البحث عنه في كل مكان، ولكن عبثاً أن نجده، لأنه هو سيد الحضور، هو صاحب القرار في التواجد والرحيل، وغالباً ما يأتي في وقت غير مناسب، ونحن غير مستعدين له، ويكون مع أشخاص غير مناسبين، قد يكونوا غرباء، مشردين، أو حتى منبوذين ولهذا السبب في أغلب الأحيان يكون محكومٌ عليه بالموت قبل الولادة، دائماً ذكراه خالدة في الكيان والوجود، يلازم المرء حتى الرمق الأخير من حياته، جليسه في وحدته، ومعزيه في حسرته، إنه شيء عظيم أسمه الحب.
غنت فيروز عن هذا الزائر، لا يوجد أغنية خلت منه.
الفصل السادس : فيروز والقمر صديقها الغالي
يعتقد اليابانيون أن القمر خُلق من دمعة ذُرفت
” من سنة اللي طلعت هالغنيه، لليوم تغير القمر، طلعوا لعنده، مشيوا عليه، صار تراب وحجار، لكن بالنسبة لنا بعدو قنديل السهر، ورفيق المشاوير، ما زال التقينا رح نفتح شبابيك الماضي، ونسمعكن غناني بتعرفوها، فيكن تذكروا مين الأشخاص، اللي كانوا معكن لما سمعتوها لأول مرة ؟كتار منا بدلوا أحبابن، بدلوا أصحابن، ويانيالو اللي بعدو من هاك الإيام حبيبو معو، رح يسمع وترجع اللحظة، وكل الذكريات” كلمات بصوت عاصي الرحباني سبقت أغنية نحن والقمر جيران، وهي بمثابة بطاقة الهوية الشخصية للقمر .
الفصل السابع: فيروز والزمن
لم أكن فقط داخل الزمن أو خارجه ففي المكانين أقمت
من قصيدة”عندما ثمرة صرت” للشاعرة
والصحافية اللبنانية جمانة حداد
هكذا حال صوت فيروز، كما قالت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، ففي المكانين موجود، إذا وجد الزمن أكرمته بصوتها، وإذا لم يكن موجوداً أحضرته بصدى صوتها العائد من اصطدامه بجبال الحزن التي تفصلنا عن وديان السعادة، هذا اللغز الذي يولد عظمة صوتها. ولهذا وجد هذا الفصل لبيان هالة النور الكبيرة التي يولدها صوت فيروز لإطار صورة الزمن. وليخفف من قسوة ذاك المنجل الذي يحصد أيام العمر من أرواحنا، ويبرد من وهج الحرارة المنبعث من التاريخ المكدس في قاع ماضينا .وجد ليجعلنا في حالة اتفاق مع الزمن يلزمه بتزويدنا بكيمياء السعادة أثناء غنائها على الأقل.
الزمن الذي يولد في أحشائه الأمل، فنسافر معه في رحلة سعادة لنلحق بمن نحلم بهم، ومن مياهه الجارية نغسل بها كل الغبار الذي علِقَ بنا من عواصف الحزن، ورياح الغضب. وعلى رفوف مكتبته نرتب الكتب المدون بها كل أعمالنا، وعلى حلبته نرقص مع منْ نحب، وبقيثارته نعزف لمن أحببنا أجمل الألحان، ألحاناً ممزوجةً بأجزاءٍ من روحنا، وفي النهاية نسافر مع رياحه في رحلة الخلود أو الفناء تاركين وراءنا فُتات من حكايات، و أجزاء بسيطة من الذكريات يلهو بها من استمروا بالمسيرمن بعدنا، أو تلهى بهم .هذه هي قصة الزمن الذي سنغوص في مياهه العميقة .
الفصل الثامن: فيروز والأغنية الدينية
وفيها رصدت ما غنته فيروز للديانتين السماويتين.
أخير اعتذر على الإطالة وأقدم جزيل الشكر للجميع على التكرم بالحضور واعتبر هذا اليوم هو الأجمل في حياتي وحضوركم من صنعه.
و أقدم جزيل الشكر إلى سعادة السفيرة ترايسي شمعون على حسن الاستقبال، ولسعادة المستشار رامي بشارات المستشار الثقافي في السفارة وأعضاء السفارة الكرام ،والى دار ورد للنشر والتوزيع ممثلة بمديرها السيد محمد الشرقاوي.
والسلام عليكم ورحمة الله